تخويف الأطفال
في بعض الأحيان، يهدد الوالدان طفلهما بالوحش الذي سيهاجمه خلال الليل إذا لم يتصرّف بالطريقة التي يملونها عليه، أو يوهمونه بأن الله سوف يعاقبه بطرق عديدة، أو بأنهم سيتركونه وحيداً في الظلام أو بأنهم سيرحلون بعيداً عنه، وكل ذلك لمنعه عن بعض التصرفات التي تزعجهم أو السلوكيات التي يعتبرونها غير سوية.
وفي أغلب الأحيان تنجح هذه التهديدات ويصل الوالدان إلى أهدافهما من خلالها، ولكن الحقيقة هي أن هذه التهديدات سوف تؤثر سلباً على نفسية الطفل وعلى حياته المستقبلية، فهم لا يحفّزونه بهذه الطريقة على الإلتزام بالقوانين لأنه يحترمها، بل لأنه يخاف من “أبو كيس” أو من “نار جهنم” أو من غياب أهله عنه إلى الأبد.
تأثيرات التخويف على نفسية الطفل
في البداية يكون الخوف حالة مؤقتة يعيشها الطفل تثنيه عن بعض التصرفات، ولكن مع مرور الوقت وتكرار التخويف، فإن ذلك ممكن أن يتحوّل إلى حالة تلازم الطفل وتتأزم تدريجياً لتسيطر على حياته بشكل كبير وتؤثر على حجم ثقته بنفسه وطريقة تواصله مع محيطه القريب والبعيد.
ومع أن التخويف هو من أسهل طرق التربية بالنسبة إلى الأهل، إلا أنه يجعل الطفل غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة، ويصبح متردداً لا يُحسن التعامل مع المواقف التي تواجهه خلال حياته اليومية إن في المدرسة أو في المنزل أو مع أصدقائه، وذلك ينعكس سلباً أيضاً على ثبات شخصيته وإقدامه على اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل أيضاً.
ومن ناحية أخرى، فإن تخويف الطفل من شأنه أيضاً أن يسبب التراجع الدراسي عنده لأنه لا يجرؤ على طرح الأسئلة في الصف مثلاً أو على مناقشة المواضيع مع المدرِّس، كما أنه يؤثر سلباً على قدراته الذهنية والتعلمية وعلى قدرته على التركيز والفهم والحوار والنقاش.
ومن التأثيرات السلبية للخوف على نفسية الطفل نذكر أيضاً أن الأهل في هذه الحالة لا يستطيعون اكتشاف وجود أي مواهب عنده لأنه يخاف من التعبير عن أفكاره بسهولة، ولأن الخوف يمنعه أيضاً من التحرّك بحرية ويزيد من مشكلة الخجل إضافة إلى أنه يخاف من الفشل.