يتوهم القايد صالح أنه بسياسة الحديد و النار يستطيع أن يُخضِع الشعب الجزائري وأن يقوم بتكميم الأفواه و تكبيل الأيادي فقد اخطأ الحساب ولم يقرأ الواقع قراءة صحيحة لأن لغة القوة اليوم لا يمكن أن تكون هي الحل لمشاكل الشعب مهما كانت هذه القوة ومهما كان حجمها وضخامتها فالنفس البشرية دائما تأبى الرضوخ و الخضوع للمستبدين و الظالمين الذين يصلون إلى كرسي الحكم على نهر من الدماء.
أصحاب الرؤى العنيفة مثل القايد صالح لا يبحثون عن مصلحة أوطانهم أو شعوبهم بل تراهم فقط يراهنون على ما عندهم من قوة و سلاح يظنون أن هذه القوة ستمكنهم من السيطرة على الشعب وعلى زمام الحكم وللأسف لا ينظرون إلى نتائج و عواقب استخدام هذه القوة ضد الشعب… القايد صالح يريد من المواطن الجزائري أن يعيش وكأنه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم وان خرج على هذا النطاق سيستخدم معه سياسة تكميم الأفواه وقمع حرية التعبير والمخيف هنا أن الجنرال القايد صالح يعتقد بأن هذا هو الطريق الأمثل لمنع المظاهرات… وضعنا اليوم في الجزائر مُخيف جداً إلا أننا قد وصلنا إلى زمنٍ يُفترض بأنه وقت لحرية التعبير وطرح الآراء لبناء مجتمع إيجابي يسعى للتطور على جميع الأصعدة وهذا ما مكّن شعبنا من رفض فكرة قمع حرياته وتكميم أفواهه فقد تُعد حرية التعبير هي الحق السياسي لإيصال ما يوّد الشخص قوله إلا أن ذلك لم يعد حقاً بل أصبح يشكل خطراً على حياة هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بالتعبير عن آرائهم وذلك للحد من عدد المعارضين كي لا يثورون على الحكم فلن يتحقق الإصلاح الاجتماعي في بلدنا حتى يتم كسر حاجز الخوف من التعبير عن الظلم والفساد الذي يسود على الشعب والذي كان السبب في توّليد مجتمع سلبي فاقد الأمان وباحث عن حقوقه لذلك وجدنا أن شبابنا المعارضين تواجههم انتهاكات متواصلة وذلك بما يخدم أصحاب السلطات وصنّاع القرار لذلك علينا اليوم إما أن نقف في وجه الطاغية القايد صالح أو نركع له ونصبح مسخرة عبرة تاريخ شعب خرج من أجل لا شيء كان يحكمهم الجنرالات وخرجوا ومزال يحكمهم الجنرالات.