إذاً فالسبب الرئيسي للحبسة هو عدم وصول الدماء المحمّل بالأوكسيجين بشكل كافٍ إلى الدماغ مما يؤدي إلى تعطيل الخلايا الدماغية وتلفها بشكل سيع، وينتج عن ذلك الشلل الجزئي أو الكلي، أو فقدان إحدى الحواس، أو فقدان القدرة على التواصل بواسطة الكلام أو الكتابة أو حتى الإشارات. وهذا الخلل يمكن أن يكون بسبب الجلطة الدماغية أي انسداد الشرايين في الدماغ مما يمنع تدفّق الدماء إليه، أو بسبب الأورام في المخ أو التعرّض إلى حادث وضربة على الرأس مما يؤدي إلى حصول تورّم حول الشرايين الدماغية، وذلك يشكّل ضغطاً على الشرايين ويمنعها من تمرير الدماء إلى الدماغ.
والجدير بالذكر أنه وفي بعض الأوقات تحصل جلطات مؤقتة في الدماغ، أي انسداد للشرايين لفترة زمنية قصيرة يفقد خلالها الشخص أحد حواسه أو القدرة على الكلام والتواصل. ولكن هذه الجالة المؤقتة لا تؤدي إلى موت الخلايا الدماغية، بل أن هذه الأخيرة تعود إلى الحياة مع عودة الدماء إليها. وهذه الحالة من الممكن أن تُعتبر كإشارة تحذيرية إلى إمكانية الإصابة بالجلطات الدماغية في ما بعد.
الأعراض والعلاج
الشخص الذي يصاب بهذه الحالة يصبح غير قادر على التعبير عن أفكاره بكلمات أو عبارات أو جمل مكتملة وواضحة، بل إنه من الممكن أن ينطق بكلمات ناقصة أو غير مفهومة أو استبدال الكلمات بعضها ببعض، حتى أنه من الممكن أن يقوم هذا المريض بكتابة جمل وعبارات غير مفهومة. كما وفي بعض الحالات يمكن للمريض أن يتكلم بجمل طويلة وبطلاقة، ولكن يكون كلامه غير مفهوم وغير منطقي.
العلاج غالباً يكون بإعادة تأهيل المهارات اللغوية والكلامية بمساعدة المتخصصين في المجال، كما أنه وفي بعض الأحيان تتم الإستعانة ببعض أنواع الأدوية المساعِدة ضمن هذا الإطار.