حتى هالة لم تأتِ اليوم الى الجامعة .. وحدها كانت تخفف عليّ قليلا .. أما اليوم فأنا وحيدة ..
وحيدة جدا رغم كل المحيطين بي ..
عدتُ الى المنزل متعبة الذهن و الفكر أكثر من تعب الجسد ..و بعد ساعة تقريبا دخلت عمتي و سألتني
” هل أنت أفضل اليوم ؟”
قلت نعم و قلبي ينطق لا و ألف لا
– هل ترغبين أن تفتحي قلبك لي ؟ صدقيني سأتفهم ان لم ترغبي في اخباري شيئا ..
ترددت قليلا .. لكن تلك النظرة الحانية في عينيها جعلتني أبدأ في الحكي بكل أسى .. أخبرتها كيف التقيته
و كم أحببته ..و كم أحبني .. كم ظننت أنه قد أحبني .. و أخبرتها كيف تركني و تخلى عني و خانني ..
أخبرتها كم أحبه و كم أكرهه ، كم أشتاق له و كم أتمنى موته … كم هو رائع و كم هو نذل
أمضيت الليل بطوله أتحدث عنه و قلبي يعتصر ألما .. و عيناي قد جفتا من الدموع ..
أضحك حينا و ابكي حينا .. و أتألم في كل حين .. و ما أن أنهيت كلامي حتى قالت لي
عندي الحل يا سلمى … فأبشرِي
لم أفهم عن أي حل تتحدث هل ستفتح صدري و تنتزع قلبي منه ؟؟
أم تمسح ذاكرتي نهائيا ؟؟
أم تنزع روحي مني فتتركني جسدا بلا روح ؟؟
أم ماذا ….
أخرجت عمّتي من حقيبتها .. علبة دواء تحتوي على حبوب .. عجبا هل اخترعوا حبوبا للنسيان ؟
لو أنهم فعلوا حقا لاخترعوا أعظم دواء لأفتك داء ..
نظرت الى عمتي مطولا مستفسرة …
فطلبت مني أن آخد حبتين قبل النوم و أن أقرأ القرآن ثم أنام ..و أوصتني أن أدعو الله في كل صلاة
أن يملأ قلبي بحبه وحده، و أن يبعد عني كل حب سواه ..
– ” لكن ما هذا الدواء يا عمتي ؟ “
“انها حبوب .. حبوب مستخلصة من وردة .. وردة النسيان “