بما انه، وكما ذكرنا سابقاً، ان سيكولوجية الطفل الرضيع هي امتدادُ وتطوّر لمرحلة ما قبل الولادة، فإن تفاعل الطفل مع المحيطين به يمكن ان تكون من العناصر التي تكشف هذا الأمر. فالطفل، وفور ولادته يمكن ان يتعرّف على صوت أمه وعلى دقات قلبها، فيشعر بالتالي بالرابط العاطفي معها وبالأمان عند الشعور بنبضات قلبها. والدليل على ذلك هو عندما يغفو بشكلٍ أسرع عندما يضع رأسه بجانب قلبها، فهو متعوّدٌ على هذا الصوت منذ أن كان بطنها ويشعر بحرارة حبها وعاطفتها من خلاله.
وما يمكن ان يفسّر أكثر موضوع التفاعلات العاطفية وصحة الطفل النفسية، هو بكاؤه، فهو يعتبرها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن شعوره بالألم او خوف الإفتراق عن أمه.
وفقًا لعالم نفس الأطفال المعروف والذي له كتب وإصدارات في هذا المجال Jean Piaget، إن الأبوة والأمومة هي أكثر من مجرد توفير وسائل الراحة للطفل، بل الأهم هو تعزيز نمو الطفل عاطفياً، وتوفير له الشعور بالأمن. من هنا، تتأثر صحة الطفل الرضيع النفسية بشكلٍ كبير بكلّ العواطف والمشاعر التي يؤمنها له أهله والمحيطين، وعلى هذا الأساس يمكن أن يشعر بالأمان والراحة النفسية.
بعض النصائح لتحسين سيكولوجية الطفل الرضيع
– إن الغناء للطفل الرضيع يمكن أن يساعده كثيراً في التقرّب أكثر من أمه أو أبيه، خصوصاً أنه يسمح له بحفظ صوتهما أكثر والشعور بالأمان والسعادة عند سماعه.
– إن التحدث مع الطفل الرضيع أثناء النظر إليه مباشرةً، أيضاً يساعده كثيراً في التعرف على وجه من يحبّ ويعزز عنده الشعور بالسعادة والطمأنينة.
– إن اللمس أيضاً من بين أنواع المداعبات المفيدة في التقرّب أكثر من الطفل الرضيع، ومن جعله يشعر بمدى القب من أهله وبمحبتهم له. وهذا الأمر يمكن ان ينعكس بشكلٍ إيجابي جداً على صحته النفسية.