اعتبر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن الهجوم الذي تقوم به القوات العراقية في الموصل بدعم لإستعادة الموصل، لا يختلف أبدا الهجوم الذي تشنه القوات السورية بغطاء جوي روسي من أجل استعادة مدينة حلب من المعارضة السورية.
وقال لافروف في منتدى تمت إقامته بالعاصمة الروسية موسكو :” بالأمس سألت جون كيري هاتفيا: ماذا يجري في الموصل؟ فقال إنهم يعدون عملية لاستعادة هذه المدينة من الإرهابيين، لأجيبه :” وفي حلب أيضا يجب تحرير المدينة من الإرهابيين”.
وأضاف لافروف أنه شرح لكيري الوضع في المباحثات الهاتفية التي تمت بينهما عبر الهاتف يوم الإثنين، حيث أفاد : “قلت له أن في الموصل يحصل بالضبط ما نقوم به نحن في حلب، التحالف الأمريكي يحذر السكان ويطلب منهم المغادرة بالظبط كما في حلب، لقد تمت تهيئة الممرات الإنسانية لمغادرة المدينة”
وقال لافروف أن كيري وبلاده لا تتقامان نفس النظرة مع الولايات المتحدة الأمريكية حيث قال أن الوضع مختلف تماما، حيث أضاف وزير الخارجية الأمريكي الحالي :”في الموصل خططنا كل هذا بشكل مسبق في حين في حلب لم تخططوا لشيء والمدنيون يعانون”.
لافروف أبدى عدم اقتناعه بما قاله نظيره الأمريكين معتبرا ان الوضع هو هو، والمعركة لها نفس الأسباب وستقدم نفس النتائج، متابعا :” لكن تقديرات الأمم المتحدة تقول إنه إذا تمت عملية الموصل كما هو مقرر، وهذا ما سيحصل، فإن عدد اللاجئين الذين سيغادرون المدينة ومنازلهم سيتراوح بين مئات الآلاف ومليون شخص”.
وتقوم القوات العراقية منذ أكثر من أسبوع بهجوم موسع على نطاق مدينة الموصل من أجل استعادتها من تنظيم الدولة المعروف بداعش، والذي كان قد سيطر على المدينة السنية سنة 2014 بعد هزمه للقوات العراقية، حيث تقود هذه الأخيرة المعركة مدعومة من الميليشيات الشيعية القادمة من إيران وأفغانستان ولبنان على رأسها الحشد الشعبي الشيعي، وبتغطية جوية أمريكية.
ورغم كل هذا الدعم الفني واللوجستي الكبير، إلا أن القوات العراقية لازالت لم تبسط سيطرتها على المدينة، بل خسرت مناطق أخرى بالبلاد، قامت داعش بالسيطرة عليها بسبب انشغال جميع أفراد القوات العراقية بمعركة الموصل، في الوقت الذي تستمر فيه هجرة أهالي الموصل خارج المدينة والبلاد ابتعادا عن نار الحرب.
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأناضول الإخبارية أن مسلحين من الحشد الشعبي الشيعي تخفوا بلباس الشرطة الاتحادية، وقتلوا خمسة أشخاص من أبناء قرية نعينيعة في ناحية القيارة، جنوب مدينة الموصل، وذلك بشبهة الإنضمام لداعش حسب ما أفاد الأهالي.
وأفاد مقدم في الجيش العراقي حسب ذات المصدر إن الأشخاص الذين تم إعدامهم اعترف عليهم من طرف سكان القرية بأنهم ينتمون لداعش، حيث قامت الشرطة الاتحادية (المتنكرة) بمطالبة الأهالي بالقدوم وإعدامهم، وعندما طالب الأهالي بأن يأخذ القانون مجراه، قرر أعضاء الحشد الشعبي القيام بعملية إعدام ميدانية.