قضيت اليوم كله في زيارة الأهل الذي جاؤوا لرؤية العمة …و ما أن رحل الجميع، و دخلت الى غرفتي ،..
طرقت عمتي الباب و جلست قربي فأسندت رأسي على صدرها ..
فرفعته و هي تسألني أحس بك ألماً ..
لكنه لم يكن مجرد ألم .. لم يكن مجرد صداع .. كان وجعا، انه وجعك أنت الذي يفتك بي يا أيمن
طال صمتي فأعادت سؤالها .. أخبرتها أني بخير ، لكنها لم تصدقني ..
ألهذه الدرجة أصبح من الواضح كم أعاني ؟
كيف يرى الجميع عذابي في بعدك و لا تراه أنت ..أنت يا من كنت أقرب لي من نفسي…
حاولت أن أطمئن عمتي لكني فوجئت حين قالت أمفطور قلبك من حب قد غزاه ؟
أخبريني يا بنيتي .. فأنا عمتك، و لن تجدي صدرا أحن عليك منّي ..
لم أدر بما أجيب لكني بكيت .. بكيت بمرارة، أخرجت كل ما خبأته داخلي مقلتي طوال اليوم ..
بكيت من قهري .. و ضعفي .. و شدة ألمي، و حضنتني هي .. بقوة .. لم تسأل و لم تعلق، و لم تنطق بكلمة ..
فقط حضنتني بقوة، و بقيت تقرأ علي ما تيسر من القرآن الكريم، و تدعو الله أن يلطف بحالي ..
حتى غلبني النعاس و نمت ..
في اليوم التالي وجدتها قد استيقظت قبلي و تساعد أمي في اعداد الافطار … قبلتهما و تناولت الفطور
ثم استئذنت للذهاب الى جامعتي .. مضى اليوم ثقيلا كئيبا كعادته …كان كل ركن في الجامعةيذكرني به ..
كل زاوية تنطق باسمه .. كل مكان يفوح برائحته ..كأن كل ما في الدنيا قد تواطئ كي يذكرني به في كل لحظة ..