ليتك ترى عيناي الآن لقرأت فيهما كم أفتقدك ، كم أعاني في بعدك ، كم أتألم و أنا أنتظرك ، فلا تطل البعد عني ،
عد لي بسرعة فاني متعبة ، متعبة بك ، ألم تخبرني يوما أنه يؤلمك رؤيتي أتألم ؟ فما الذي تغير ؟ أم أنك تعودت
و ما عاد يهمك ؟
يكفي ، يكفي فقد أتعبني الحنين.. هاهو فصل الشتاء قد حل .. فصل الشتاء الذي لطالما عشقته هاهو الآن
يمر ثقيلا …
أغرق نفسي في الدراسة كالعادة و أنام من شدة التعب ..لكن هاهي أول اجازة في فصل الشتاء
أكره المطر .. منذ رحيلك أكرهه بشدة، لأني لن أستطيع أن أحقق حلمي في أن ألعب معك تحت قطرات المطر
و أتشاجر معك حينما ترغب في أن أدخل كي لا أمرض، و ألمح في عينيك تلك النظرة ..
النظرة التي تخبرني كم أنت خائف علي و كم تتمنى لو تفديني بحياتك ..
أطل من النافذة فأرى عصفورا صغيرا قد بلله المطر، أتذكر كم كنتَ تحب العصافير … و كم كنتُ أغار ..
انتبهت بعد لحظات الى أن شخصا ما بالباب .. ربما منذ زمن طويل دون أن أسمعه .. فمازلت تسرقني من الكل
و أنت غائب …كما كنت تفعل و أنت حاضر …
مسحت دموعي و وضعت حجابي و فتحت الباب أجد امرأة غريبة،لم أعرفها ..لكن كان بها شيء مألوف
حضنتني بقوة و بدأت تتمتم بعبارات تدل على أنها تعرفني منذ زمن
كبرتِ يا سلمى .. كبرت يا حبيبتي ، رمقتها بنظرات حائرة .. متسائلة ،فأدركَتْ أني لم أعرفها و أخبرتني أنها
عمتي فاطمة التي تعيش في اسبانيا ..
سلمت عليها بقوة هذه المرة .. آه يا عمتي كم اشتقت لك، عمتي هذه كانت دوما تلعب دور الجدة و تقص علي
حكايا الأطفال…
لم أدرِ أن مجئ العمة سيكون فاصلا في حياتي .. لكني كنت سعيدة و بشدة لمجيئها …