لم يعد غريبا أن يخرج نظام الرئيس السوري بشار الأسد بروايات بعيدة عن الواقع، روايات لا تمت للحرب التي تعيشها البلاد بصلة، لأن الأمر تجاوز هذا المستوى، إلى اختلاف في الروايات داخل الاسرة الواحدة وليس البلد الواحد بين النظام والمعارضة.
اختلاف الروايات وصل إلى الأسرة الصغيرة لآل الأسد، بين بشار وزوجته أسماء، وهو ما قد يفسره مثل شهير عند السوريين، الذين يقولون :”اكذب واكذب واكذب ثانية، فلا بد أن يصدقك أحدهم في وقت ما”.
ففي مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة “إس إر إف 1″ السويسرية مع الأسد، قال هذا الأخير أن الصورة الشهيرة المؤلمة التي ظهرت تحت الأنقاض لم تكن سوى صورة مفبركة معلقا :” أحدث عن صورة الطفل عمران دقنيش” وهو الطفل الذي انتشر من تحت مبنى دمر وتمت تسويته بالأرض، والتي انتشرت صورته في جميع وسائل الإعلام بالعالم ذاهلا عن ما حوله معفرا بالغبار الدم، وهو ما اعتبر صورة تجسيدية لمعاناة الشعب السوري.
وزعم الأسد أن الصورة تم استعمالها مرتين لتدلل على حادثتين منفصلتين، مضيفا أن مجموعة النجدة والإنقاذ التطوعية “الخوذات البيضاء” التي قامت بإنقاذ عمران، ما هي إلا جزء من تلك المؤامرة الكبيرة المتصلة بجبهة النصرة، الفرع السابق لتنظيم القاعدة.
ويشن النظام السوري، برأسه ونظامه حربا شرسة على منظمة القبعات البيضاء، حيث كان الأسد قد قال عند سؤاله هي يستحقون جائزة نوبل ” ماذا فعلوا لسوريا حتى يستحقوا ذلك ؟!”، فيما يعتبر إعلام الأسد أن القبعات البيضاء هم جزء من تنظيم القاعدة، وذلك ما يقوله جميع مؤيدي الأسد من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار.
آخر المكذبين لما قاله الأسد، كانت زوجته، أسماء الأخرس، أو أسماء الأسد كما يسميها الإعلام السوري، فسيدة النظام الأولى التي وصفت في أكثر من مناسبة أنها تعيش فوق سطح المريخ لأن تصريحاتها لا تمت للواقع السوري بصلة، قالت في لقاء على قناة “سوريا اليوم” القناة الدعائية للنظام الروسي أن وسائل الإعلام العالمية لم تقم بمقارنة أخلاقية عادلة بين ضحايا الجهتين مضيفة :”ولماذا لم يحظَ مصير أطفال زهراء بالتغطية الإعلامية نفسها التي حظيت بها مآسي الطفلين إيلان وعمران؟” في إشارة إلى الطفل الكردي إيلان صاحب الصورة الأخرى الشهيرة من العام الماضي الذي جرفت جثته أمواج المتوسط إلى سواحل تركيا.
وتظهر التصريحات أن هناك ضعفا في التنسيق بين الأسد وزوجته، أو أن هذه الأخيرة لا تتابع الخرجات الإعلامية لزوجها.
ولازال الأسد متشبث بقضية محاربة “الإرهاب” رغم جرائم العديدة التي اقترفها نظامه، وذلك من أجل الإبقاء على خيط الأمل الرفيع في الحفاظ على منصبه الرئاسي، خصوصا أن عددا من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أبدت عدم استعجالها من رحيل الأسد، وأن الأهم حاليا هو محاربة الإرهاب.