دشن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الخميس أوبرا الجزائر التي أختير لها اسم المرحوم بوعلام بسايح الدبلوماسي السابق ووزير الدولة المستشار الخاص والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الذي وافته المنية في 28 يوليوز الأخير.
و قد حضر حفل التدشين كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة والوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة بالإضافة إلى فنانين وعائلة الفقيد، كما حضرت الحفل الرئيسة السابقة لجمهورية اندونيسيا ميغاواطي سوكارنوبوتري التي تقوم بزيارة صداقة إلى الجزائر تدوم خمسة أيام.
و قد كشف الرئيس بوتفليقة عن اللوحة التدشينية لهذه المنشأة الثقافية بمدخل البهو الرئيسي للأوبرا الواقع في أولاد فايت غرب العاصمة.
كما زار رئيس الجمهورية مختلف مرافق الأوبرا التي تتربع على مساحة 35.000 متر مربع وتضم قاعة عروض وحفلات تتسع ل1.400 شخص و قاعات للتدريبات وتجهيزات استعراضات سمعية بصرية وورشات فنية وغيرها من فضاءات الاستقبال. و كذلك حضر رئيس الجمهورية لحفل سنفوني بقيادة المايسترو أمين قويدر.
و تعد أوبرا الجزائر التي وضع حجر أساسها سنة 2012 هبة من الحكومة الصينية بقيمة 30 مليون أورو للجزائر بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس بوتفليقة لهذا البلد في2006 .
و الفقيد بوعلام بسايح الذي سميت عليه أوبرا الجزائر ولد سنة 1930 بالبيض، و هو رجل سياسة و أستاذ أدب سابقا و دكتور في الأدب و العلوم الانسانية و مجاهدا،و قد كان عضوا بالأمانة العامة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية من 1959 إلى1962 .
وبعد الاستقلال شغل منصب سفير بعدة عواصم أوروبية و عربية (برن والفاتيكان والقاهرة والكويت والرباط) قبل أن يصبح الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية.
وفي 1979 دخل الحكومة حيث أشرف على عدة حقائب وزارية إذ عين على التوالي وزيرا للإعلام ووزيرا للبريد والاتصالات ووزيرا للثقافة قبل تعيينه على رأس وزارة الشؤون الخارجية عام1988. و بهذه الصفة شارك بنشاط في اللجنة الثلاثية “الجزائر-المغرب-السعودية” التي أقرتها القمة العربية بالدار البيضاء في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان.
وفي سنة 1997 عين عضوا بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي قبل انتخابه رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الثانية للبرلمان. وبعد أن شغل منصب سفير الجزائر في المغرب عين في سبتمبر 2005 من قبل رئيس الجمهورية رئيسا للمجلس الدستوري. وبوعلام بسايح خلف عدة مؤلفات أدبية وتاريخية لاسيما حول الأمير عبد القادر. كما كتب سيناريو الفيلم التاريخي “ملحمة الشيخ بوعمامة” (1983). و قد كتب الرئيس بوتفليقة تصدير آخر مؤلفاته الصادر بمناسبة الذكرى ال50 للثورة “L’Algérie belle et rebelle de Jugurtha ل Novembre”.