تأديب الأطفال
إن مهمة تأديب الأطفال هي من دون شك من أصعب التحديات التي يواجهها الأهل، فهم وفي وسط المصاعب اليومية وضغط الأعمال اليومية والمشاكل التي يمكن أن يواجهوها، يجدون أنفسهم أحياناً عاجزين عن تقويم سلوك أطفالهم، فيلجؤون إلى الصراخ في وجوههم وتعنيفهم كلامياً، وصولاً في بعض الأحيان إلى نعتهم بصفات غير لائقة. وفي هذه الأحيان، يظن الأهل أنهم بهذه الطريقة سيتمكنون من السيطرة على تصرفات الأطفال وتصويب سلوكهم، ولكن في الحقيقة، الصراخ والانفعالات العصبية في وجه الطفل تساوي الضرب والتعنيف الجسدي من ناحية الأضرار التي يمكن أن تسببها له. فما هي تأثيرات الصراخ على الأطفال؟
زيادة التصرفات السيئة
لأن الطفل في الكثير من الأحيان يتوجّه إلى زيادة استفزاز أهله، فيبادر إلى تكرار الأخطاء من دون مبالاة كتعبير رافض للطريقة التي يتعامل بها أهله معه.
زيادة العدوانية
فالطفل يتعلم طرق التعامل مع الغير من أهله، لذلك فإن الصراخ في وجهه من شأنه أن يدفعه إلى الصراخ بنفسه على إخوته أو أقرانه أو أي شخص آخر أصغر سناً أو أقل قوة منه. وهو بذلك يقلّد أهله أو ينتقم منهم من دون مواجهتهم شخصياً لأنه يخاف منهم.
تأثيرات سلبية على التطوّر العقلي
بحسب الدراسات، الأطفال الذين يتعرّضون إلى التعنيف الكلامي والصراخ من قبل أهاليهم، يكونون بالإجمال أقل قدرة على التركيز مقارنة بغيرهم من الأطفال، ويعانون من مشاكل في الذاكرة، وأقل حماساً للتعلم مما يجعل قدراتهم الذهنية أقل من غيرهم ونتائجهم الدراسية غير مرضية.
قلة الثقة بالنفس وبالوالدين
إن العبارات المهينة والصراخ الذي يمكن أن يتعرّض له الطفل من شأنه أن يؤثر سلباً على ثقته بنفسه لأنه يعتبر أن أقرب المقربين إليه أي أهله يعتبرونه أقل شأناً من غيره وذلك يفقده الثقة بالنفس. كما أنه من الممكن أن يفقد الثقة بوالديه اللذين من المفترض أن يكونا أكثر من يحبّه ولكنهما يظهران عدوانية وعدم تفهّم تجاهه.
تأثيرات مستقبلية
إن العنف الكلامي الذي يتعرّض له الطفل من الممكن أن يتحوّل إلى طريقة سلوكه في المستقبل، اي أن يصبح عنيفاً بدوره في الحياة الزوجية أو العائلية، أو أن يستعمل الأسلوب نفسه مع محيطه الاجتماعي أو العملي مما يورّطه في مشاكل خطيرة.