شهدت اليوم الأربعاء الجزائر العاصمة انطلاق أشغال الاجتماع الثامن لرؤساء أركان جيوش مبادرة “5+5 “، و الذي عرف حضور ممثلي الدول الأعضاءالعشرة.
و في هذا الاجتماع تتولى الجزائر الرئاسة الدورية للمبادرة، و قد أكد اللواء طافر أحسن قائد القوات البرية، الذي ترأس الاجتماع ممثلا للفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمته الافتتاحية، على كون المبادرة 5+5 من “أكثر التكتلات الجهوية نشاطا في مجال التعاون المتعدد الأطراف والتشاور حول المسائل الأمنية.”
وأضاف طافر أنه “في هذا السياق الإقليمي الذي تطبعه كثافة عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة، الذي زادت حدته الأخطار الناجمة عن الهجرة غير الشرعية نعتبر أنفسنا، نحن الدول الأعضاء، الفاعلون الأساسيون لضمان أمننا، وهذا بفضل قدرتنا على الالتقاء في حوار منتظم وتعاون أمني ذو قيمة مضافة”.
كما أكد حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على “إنجاح هذا الاجتماع و حرصها على دعم التعاون بين القوات المسلحة لبلداننا، بما يعود بالسلم والأمن على المنطقة”، مبديا أمله في “التمكن من الاستجابة لانشغالاتنا المشتركة ورفع التحديات لبسط السلم والاستقرار في ربوع إقليمنا الجغرافي”.
وفي هذا المقام عبر رؤساء أركان جيوش البلدان الأعضاء عن رغبة بلدانهم لدعم النشاط الذي تشهده منظومة التعاون هذه لمجابهة مختلف التهديدات السائدة في المنطقة، كما ذكروا بالمناسبة بالأنشطة المنجزة من طرف بلدانهم في ميادين التعاون ذات الاهتمام المشترك.
كما اقترح ممثلو البلدان الأعضاء إدراج محاور جديدة ذات أهمية ضمن نشاطات التعاون لمبادرة”5+5 دفاع”، تتمثل في مكافحة الجريمة الإلكترونية والتغيرات المناخية وأثرها السلبي على الجانب الأمني إدراكا بالتهديدات المحدثة بالمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تتولى للمرة الثانية رئاسة هذه المبادرة بعد طبعة سنة 2005، حيث أنه منذ نشأة المبادرة من سنة 2005 إلى سنة 2016, تم تنظيم أكثر من (360) نشاطا في مختلف المجالات التي تغطيها المبادرة، بما في ذلك الأمن البحري، الأمن الجوي، تسيير الكوارث الطبيعية،التكوين والبحث الأكاديمي، مما ساهم في تبادل الخبرات والمعارف وكذا التنسيق العملياتي بين قوات البلدان الأعضاء.
من جهتها، جسدت الجزائر (48) نشاطا متمثلا في اجتماعات عالية المستوى، تمرينات، ملتقيات ودورات تكوين، بالموازاة مع مشاركتها في كافة النشاطات المنظمة من طرف الشركات الآخرين.
بدورهما، شهد مجالا البحث والتكوين دفعا قويا من خلال كلية “5+5 دفاع”، حيث أحصي منذ سنة 2008 إلى غاية 2016 ما لا يقل عن 45 دورة استفاد منها 450 مشاركا، كما هو الحال نفسه بالنسبة للدراسات المنجزة تحت إشراف المركز الأورو-مغاربي للبحث والدراسات الإستراتيجية.
في ختام الأشغال، سيصادق رؤساء أركان جيوش البلدان الأعضاء في المبادرة “5+5 دفاع” على البيان المشترك الذي سيعرض مضمونه بمناسبة اجتماع وزراء الدفاع العشر (10) المزمع انعقاده بالجزائر في شهر ديسمبر 2016.
للتذكير تشمل البلدان الأعضاء في المبادرة “5+5 دفاع” كل من الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب وليبيا إلى جانب إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال و مالطا .