بعث رئيس الدولة, عبد القادر ين صالح , رسالة عشية الاحتفال بالعيد العالمي للشغل. هذا نصها الكامل :
“أخواتي العاملات إخواني العمال,
أتوجه لكم جميعا أينما كنتم بأسمى عبارات التقدير وآيات العرفان لما تبذلونه من جهد وتضحية بمناسبة عيدكم المصادف للفاتح من ماي من كل سنة، هذا الحدث العالمي الذي جسد كفاح الشغيلة عبر التاريخ.
إن عيد العمال في بلادنا حدث ممهور بتضحيات الدماء والعرق عبر عشرات السنين، منذ تأسيس الاتحاد العام لعمالنا بقيادة الشهيد الرمز عيسات إيدير ورفاقه من المجاهدين والمناضلين.
أخواتي العاملات إخواني العمال,
إن احتفال هذه السنة يجري في ظرف استثنائي، تميزه هبة شعبنا المباركة وانتفاضته التي شدت إليها أنظار العالم، ليجدد عهده لشهدائنا البررة في دولة تُكَرَّس فيها قيم الفضيلة و الاستحقاق ويُقَدَّر فيها الجهد والتفاني، ودعوته للمخلصين من أبناء وطننا المفدى لتوحيد الجهود للارتقاء بهذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.
إن هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا يستوجب منا جميعا أن نكون على موعد مع التاريخ، فنضع خلافاتنا جانبا و نصوب جهودنا إلى ما يوحد إراداتنا في الحفاظ على مقومات أمتنا ومكتسبات دولتنا التي جاءت ثمرة تضحيات أجيال بكاملها.
فلا بد من خلق أجواء التصافي والتفاهم وإشراك كل القوى الحية للأمة، بحثا عن الحلول التوافقية بما يستجيب لإرادة الشعب السيد، وتلبية لمطالبه المشروعة في حياة كريمة، وتطلعاته الحاسمة في إحداث تغيير جذري على نظام الحكم ممارسات ورجالا.
فنعيد الاعتبار لشرف العمل وقدسيته ولأخلقة الحياة العامة وطهرها، والذي بدونها تضعف الدولة وتترهل، وينتكس المجتمع ويتقهقر، وينهار الاقتصاد ويتدهور.
إن بلادنا اليوم في حاجة لهبة وطنية لرفع تحدي التنمية المستدامة وخلق الثروة وتحريك الاقتصاد بما يعود على شعبنا بالرخاء والرفاه، ويساهم في توفير المزيد من مناصب الشغل، ويفتح آمالا عريضة لشبابنا في مستقبل واعد.
إن رهاننا على ربح معركة أخلقة الحياة العامة وخلق اقتصاد منتج للثروة غير ريعي لا يتحقق إلا بمشاركة الجميع دون إقصاء ولا مفاضلة في إطار تشاركي تسوده الثقة المتبادلة، حيث تتكامل الأفكار وتتنافس المشاريع.
أخواتي العاملات إخواني العمال,
إن الوطن يبنيه الجميع مع الجميع، لا إقصاء فيه ولا تهميش، ولا انتقائية ولا تصفية حسابات، وهي قيم كفيلة بفرز الخيرين من المفسدين ممن عرّضوا ويعرّضون مصالح البلاد العليا للخطر.
لقد دوّى صوت الجزائريات والجزائريين عاليا في ربوع بلادنا غطى أديم الوطن براية واحدة جمعت تحتها كل أطياف مجتمعنا وترجمت تمسكهم بوحدتهم المقدسة، وقد بلغ صداه العالم أجمع، أبهرته بسلمية مظاهراتها وانتظامها وتحضرها، بما أعطى صورة لحصانة أمتنا من أي خطر داهم.
أخواتي العاملات إخواني العمال,
لقد كنتم دوما وقود المعارك المنتصرة ورواد الهبات المنقذة وحَمَلة مشعل التحديث.
فستظل دولتنا وفية في الدفاع عن مكتسباتكم، وتجدد دعمها للمزيد من المكاسب والانجازات، كما ستظل فضائل التشاور مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين دأبها، بما يفتح المزيد من الآفاق أمام الإرادات الخيرة للاندماج في العملية التطورية الضامنة لأمننا القومي.
أخواتي العاملات إخواني العمال,
أجدد لكم جميعا، تهاني الحارة والتبريكات الخالصة بعيدكم داعيا الله العلي القدير أن يعيده على بلادنا باليمن والبركات.
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير للبلاد والعباد.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.