تسعة أشهر … نعم مرت تسعة أشهر على الفراق، نعم .. لقد أصبحت أعدها الشهر تلو الآخر، و أرجو قلبي أن
يرأف بي و ينسى فما عدت أقدر ..
مازلت لا أتقبل ما حدث، أتخيل أن وراء تركك لي سرا حينا، و أقنع نفسي أنه كان مجرد حلم ..
مجرد كابوس حينا آخر ..
منذ لحظات صليت العصر و دعوت الله كثيرا و بصدق أن يجعلك من نصيبي ، و اثقة أنه سيستجيب لي
و لن يضيعني ، نعم ستكون لي و سأكون لك باذن الله ..
أتعلم هالة ترى أنك تظلمني و تعاملني كلعبة ، لا أنكر أنك تظلمني و تتعبني كثيرا لكني أعلم أنك تحبني ، و ربما
أكثر مما أحبك و أعلم ما أعنيه بالنسبة لك ، أنا الوحيدة التي تعرفك جيدا و تفهمك كنفسها ، صدقني رغم
عتابي لك و غضبي منك الا أني دوما ما أفهمك و أعذرك … أعلم كم تحبني ، و رغم أني لطالما فكرت
في كل النهايات المأساوية لقصتنا الا لم أنجح يوما في تخيلها ، كنت أعلم أنه لا يمكن أن تتركني بمحض ارادتك
و لا يمكن أن أتركك بارادتي و حتى ان رغبت في ذلك ستمنعني ، و حتى لو قدر الله و مت ..
فسأعيش ما بقي من حياتي أدعو لك و أدعو الله أن ألتقيك في الجنة، و أحلم بك كل ليلة و أدعو الله أن يسكنك
جنته ، لم أكن أتصور أبدا أن تكون لغيري ، كأن هذا من المستحيلات فلا تكذّب ظني ، اياك أن تكذب ظني ،
فأنا أثق بك بشدة و اصدق أي شيء تقوله ، أو تدري لحظات مرات عديدة أنك تتحدث بطريقة غريبة ،
لا أعلم كيف أشرحها و استغربت أن أحدا لم يلاحظ ذلك غيري حتى اكتشفت أنك لا تتكلم بتلك الطريقة الا معي ،
و معي وحدي ، تنطق الكلمات بحرص و تعيدها ، و تتكلم برفق ، حتى كلماتك لي مميزة و لي أنا بالذات ،
يا ترى ألهذا كانوا يحسدونني ؟ لأنك كنت تريهم كم تحبني ، كانوا يرون ذلك في نظراتك في كلماتك ، في
كل ذرة منك ، كانوا يشعرون بك كما أشعر بك ، فكم أنت فاشل في اخفاء ما تحس ، و كان ذلك واضحا جليا علي
أيضا ، في ابتسامتي الخجولة و عيناي المليئتين بالأمل ، أو تذكر كم كنت تخبرني أنك تحب عيناي ، و بشدة لأنك
تقرأهما ، لأنك تعرف ما بي من خلالهما ، و يوم رحيلك بعيدا عني رأيت فيهما كم أحبك ، يومها فقط أيقنت
أني لا أستطيع الحياة من دونك ، لم أستطع مقاومة دموعي أمامك ، و كنت تهدئني و تطلب مني ألا ابكي و
قد احمر وجهي خجلا ، آه كم تمنيت حينها لو كنت لي حتى أرتمي بين ذراعيك و ابكي كطفلة صغيرة ،
و ارجوك ألا تتركني وحيدة ، أفتراك تحقق لي أسوأ كوابيسي و تجعلني أعيش من دونك ؟