قالت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية حسب بعض الوثائق المسربة عن طريق موقع التسريبات الشهير ويكيليكس أن مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كينتون سبقت وأن عبرت في عدد من الاجتماعات الخاصة عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة إياه الرجل الذي يقوم بكل شيء من أجل الدفاع عن “وطنه روسيا”.
وأفاد تقرير القناة الأمريكية أنه وحسب الوثائق المسربة لـ” جون بوديستا” رئيس حملة كلينتون الانتخابية، فإن المرشحة الديمقراطية سبقت وعبرت من خلال تصريحات سابقة لها عن مواقف تتعارض تماما مع موقفها المعلن نحو الرئيس الروسي وإدارته، ككلمتها سنة 2013، كانت قد ألقتها في مناسبة خاصة بعد أن كانت قد قدمت استقالتها من منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في شهر فبراير من نفس السنة.
ودعمت فوكس فرضيتها بعدة أمثلة من بينها خطاب لهيلاري كلينتون في مقر إحدى الشركات يوم الرابع من شهر نونيو سنة 2013، والتي قالت فيها أنها تحلم شخصيا بفرصة لبناء علاقات بناءة بقدر أكبر وأوسع مع روسيا، مضيفة في نفس الكلمة :”من الواضح أن لدينا رغبة شديدة في بناء علاقات إيجابية مع روسيا، لكي لا يكون موقف بوتين دفاعيا لهذه الدرجة في ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة” وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر بالفعل هذا التقرب مع روسيا، لكن بوتين لازال في ثكناته لم يقتنع بعد بهذه الخطوة.
وفي كلمة أخرى لها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الحالية للرئاسة أمام إحدى الجمعيات اليهودية بشيكاغو أن بوتين يتمتع دائما بجاذبية مستدركة بالقول :”إنكم لا تعرفون أبدا ما سيقوله أو سيفعله بوتين في المرة القادمة؛ إنه يدافع عن روسيا ويدعمها؛ وكانت بيني وبينه لحظات ممتعة جدا”.
وركزت القناة على الحملات الإعلامية والخرجات الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي، خصوصا في مناظراتها مع مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، حيث قامت باتهامه أكثر من مرة بأنه يحول التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يخص السياسة الخارجية، وهو ما كان ينفيه ترامب بشكل قاطع في كل مرة.
وكانت كلينتون قد صرحت في مناظرتها الثانية أمام ترامب أنها تعلم أن روسيا لا تقوم فعلا بحرب داعش، لكنها تهتم أولا وأخيرا بالإبقاء على بشار الأسد حليفها في السلطة، ولذلك لا يمكن أن يكون هنالك أهداف موحدة بين موسكو وواشنطن فيما يخص هذا الملف، وذلك ردا على ترامب الذي اعتبرت أن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تقوم بالتنسيق مع النظام الروسي فيما يخص الحرب على داعش على اعتبار أن ذلك هو الهدف المعلن الموحد.
ويأتي هذا التسريب في وقت أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية استعدادا ورغبة واسعة في التقارب مع روسيا رغم الرفض المعلن، وهو ما تعلنه روسيا في كل مرة، لتنسف الهجوم العلني عليها من طرف واشنطن وتحل محله صورة التقارب السري.