يعيش الجزائريين هذه الأيام على وقع حالة من الترقب والقلق لما ستنتهي إليه الأحداث وسط دعوات عديدة للتظاهر واستعدادات أمنية كبيرة واضطراب كبير في المشاعر التي تختلط عند تذكر مجازر النظام في العشرية السوداء… كما استعادت شبكات التواصل التي كان لها دور أساسي في صناعة ثورة الربيع العربي والتي أطاحت بثلاث أنظمة في شمال إفريقيا زخمها في الحملات المناهضة للعهدة الخامسة.
إذ وجد النشطاء أنفسهم مجدداً مضطرين إلى استخدامها لتنظيم مظاهراتهم والحشد لها وتحفيز الآخرين للنزول إلى الشارع ودشن مغردون عدداً من (الهاشتاغات) التي وجدت طريقها إلى الوسوم الأكثر تداولاً عالمياً من بينها الوسم الرسمي #لا_للعهدة_الخامسة و#ترحلوا_يا_نرحلو وعلق احد نشطاء في الفيسبوك قائلاً: عشرون سنة من التخوين والتحريض والدسائس والتعذيب والقتل والأحكام الجائرة ولم يملوا أو يموتوا حتى… بالمقابل تشهد العاصمة تعزيزات أمنية بشكل كبير خاصة عناصر الأمن بالزي المدني حيث انتشر عدد كبير من أعوان و ضباط الأمن بالإحياء الشعبية و الساحات العامة تحسبا لأي تحرك شعبي أو مسيرة مثلما ينوي بعض الشباب تنظيمها يوم الغد 22 فيفري و تتخوف مصالح الأمن من استغلال صلاة الظهر للخروج بقوة في مسيرات عفوية لم يعرف لحد الساعة من دعا إليها و من يؤطرها بالتزامن و الانتشار الواسع لعناصر الأمن قطع نائب وزير الدفاع قائد الأركان الفريق قايد صالح زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة المقرر انتهاءها يوم 23 فيفري حيث كان من المفترض مشاركته في المعرض المقام بابوظبي حسب بيان وزارة الدفاع لكنه قطع الزيارة و عاد مساء أمس إلى ارض الوطن نظرا للمستجدات الحاصلة على المستويين السياسي و الغليان الشعبي الذي ينذر بانفجار شعبي واسع لا يشمل العاصمة فقط بل سيشمل العديد من المدن نتيجة احتقان الشارع خاصة بعد إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لعهدة خامسة.