يصعب أن تقنع مواطناً جزائرياً بسيطًا أن قائد أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح يؤدي مهامه مثل باقي الجنرالات في المؤسسة العسكرية وأن كل ما يقال عن نفوذه الواسع مجرد إشاعات ويسهل التأكد أيضاً من كون الفريق أحمد قايد صالح هو الآمر الناهي في البلاد يعين ويقيل الوزراء والضباط يتحكم في قواعد اللعبة السياسية وتنتهي عنده خيوط إدارة لعبة المال والأعمال.
فقد استطاع الفريق أحمد قايد صالح أن يصنع لنفسه في السنوات الأخيرة صورة الرجل القوي الغامض بفضل صمته المطبق حيال ما يثار حول دوره في الحكم فهو لا يتحدث إلا قليلا ويكتفي بالظهور في مناسبات العسكرية مضفياً بذلك الكثير من الغموض حول صناعة القرار في الجزائر وليفتح بابَ النقاش حول الرجل الذي بات يفرض سيطرة طاغية على كافة الملفات الإقليمية والداخلية الأبرز على الساحة بصورة جعلته الرجل الأقوى والأبرز في منظومة الحكم وبات الكثير من من الجنرالات ورؤساء الأجهزة والسياسيين يصفون الفريق أحمد قايد صالح بـرئيس الظلّ بسبب تشعّب نفوذه وسيطرته على اتخاذ القرار في الجزائر وقُربه من دائرة الرئيس للدرجة التي جعلت الأخير لا يثق بأحد سواه حتى أقرب المقربين منه وفي مقدمتهم رئيس المديرية العامة للأمن الوطني الأسبق الجنرال الهامل والذي تمّت الإطاحة به من منصبه في وقت سابق ودأب شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة في الفترة الأخيرة على نقل كافة الملفات المهمة إقليمياً وداخلياً للقايد صالح الذي بات متحكماً في القرارات المصيرية لذلك بالنسبة لمنظومة العهدة الخامسة لا تعني شيء لأن الحاكم الفعلي للبلاد هو الفريق أحمد قايد صالح.