أمراض الغدة الدرقية – فرط نشاط الغدة الدرقية وقصورالغدة الدرقية – شائعة في فترة الحمل، وهذا ما قد يثير قلق الحامل حول إمكانية إصابة الجنين ببعض التشوهات. الغدة الدرقية هي عضو موجود في الجزء الأمامي من الرقبة ويفرز الهرمونات التي تنظم عملية الأيض، إيقاع القلب، الجهاز العصبي، الوزن، درجة حرارة الجسم والعديد من العمليات الأخرى في الجسم.
تعتبر هرمونات الغدة الدرقية ضرورية بشكل خاص لضمان تطوّر الجنين بشكل سليم، خصوصاً على صعيد الدماغ والجهاز العصبي خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل لأن الطفل يعتمد على هرمونات الأم، والتي يتم توصيلها عبر المشيمة. في حوالي الأسبوع الـ12، ستبدأ الغدة الدرقية عند الجنين بإنتاج هرمونات الغدة الدرقية الخاصة بها.
هل الغدة الدرقية تسبب تشوهات الجنين؟
إذا كنتِ تعانين من فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية قبل الحمل، فيجب أن تحرصي على الإلتزام بالعلاج الذي يصفه طبيبك خلال الحمل وخصوصاً في الأشهر الثلاث الأولى. فأمراض الغدة غير المعالجة يمكن ان تسبب الكثير من المضاعفات خلال الحمل، خصوصاً تلك التي تهدّد صحة الجنين وتؤثّر على نموّ دماغه وجهازه العصبي ما يؤدي إلى تشوّهات خلقية متعددة ومختلفة نذكر منها: نقصٌ في ذكاء الجنين، قصورٌ في عضلة القلب، تشوّهٌ في العظام، تضخّمٌ في الكبد والطحال. كما ويمكن أن تؤدي أمراض الغدة غير المعالجة أيضاً إلى زيادة نبضات قلب الجنين، نقص كبير في وزنه عند الولادة وموته داخل الرحم.
علاج مرض الغدة الدرقية خلال الحمل
– بالنسبة للنساء اللواتي تعانين من فرط نشاط الغدة الدرقية، يتمّ استخدام دواء يعمل على منع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. يصف الطبيب الدواء الذي يحتوي على مركب propylthiouracil PTU عادةً خلال الثلث الأول من الحمل. في حالات نادرة لا تستجيب فيها النساء الحوامل لهذا العلاج أو تعانين من آثارها الجانبية، قد يكون من الضروري إجراء جراحة لإزالة جزء من الغدة الدرقية. قد يزداد فرط نشاط الغدة الدرقية في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، وقد يحتاج الطبيب إلى زيادة جرعة الدواء.
– يتمّ التعامل مع قصور الغدة الدرقية خلال الحمل مع هرمون اصطناعي يسمى ليفوثيروكسين، وهو مشابه للهرمون T4 الذي تفرزه الغدة الدرقية. سيقوم الطبيب بضبط جرعة ليفوتيروكسين عند تشخيص الحمل وسيستمر في مراقبة اختبارات وظائف الغدة الدرقية كل 4 أسابيع أثناء الحمل.