أبدت وزارة الخارجية المصرية انزعاجها الكبير من التحذيرات التي أطلقتها كل من السفارة الأمريكية والسفارة الكندية بالقاهرة يوم الجمعة لرعاياهما، محذرة إياهم من عنف محتمل في مصر، في الوقت الذي انضمت السفارة البريطانية إلى سابقاتها وطالبت مواطنيها تجنب التجمعات الكبيرة.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن السفارة الأمريكية لم تنسق مع وزارة الخارجية أو تخطر أية جهة رسمية في القاهرة بأسباب إصدار هذا البيان أو ما هي طبيعة هذه التهديدات الأمنية المشار إليها، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة حول أسباب إصدار هذا البيان بهذا الأسلوب.
جاء ذلك بعد أن قامت السفارة الأمريكية لدى القاهرة بنشر بيان على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت قالت فيه إنها ” تنصح بشدة الرعايا الأميركيين بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق والملاعب الرياضية في القاهرة خلال الأحد المقبل بسبب مخاوف أمنية محتملة”.
ومباشرة بعد هذا البيان، انضمت السفارة الكندية إلى الأمريكية بإصدار نفس الأمر موجهة الكلام هذه المرة لرعاياها الكنديين في القاهرة.
وكان وزارة الخارجية الأمريكية قد استنكرت في اتصال مباشر مع السفارة الأمريكية مثل هذه البيانات، التي وصفتها بغير المبررة والمجهولة الأسباب، حيث دعا المتحدث الرسمي بإسم الخارجية، السفارات الأجنبية في مصر إلى توخي الحذر من إصدار مثل هذه البيانات غير المفهومة.
وأمام هذا الاستنكار، تفاجأت القاهرة ببيان ثالث من طرف بريطانيا تقوم فيه نفس الأمر وتحذر رعاياها التجمعات الكبيرة والأماكن العامة.
وكانت السفارة الأمريكية قد قالت أن هذا التحذير هو إجراء روتيني احترازي، يتم القيام به خلال فترات العطل الممتدة والتي يزيد فيها التجمعات البشرية في الشارع، حيث كان يوم الخميس الماضي قد وافق عطلة رسمية في البلاد في ذكرى حرب أكتوبر سنة 1973 أمام إسرائيل، بالإضافة إلى كون يومي الجمعة والسبت يومي عطلة.
هذا وتعاني مصر حاليا من العديد من التحديات الأمنية التي لم تستطر السيطرة عليها، خصوصا في صحراء سيناء، حيث ينشط تنظيم الدولة المعروف بداعش، حيث كان التنظيم قد أعلن عن العديد من الهجمات في القاهرة ومدن أخرى وفي وادي ودلتا النيل.
وكانت مواجهات بين الجيش المصري والشرطة المحلية من جهة والتنظيم من جهة أخرى قد أوقع المئات من القتلى من الجانبين، خصوصا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وكانت بعض الهجمات قد قامت باستهداف أجانب، من بينها تفجير طائرة روسية اتضح أنه تم إسقاطها عن طريق قنبلة يدوية بدائية الصنع وهو ما سبب قيام روسيا بقطع علاقاتها السياحية مع نظام عبد الفتاح السيسي، كما كان الجيش المصري قد قام بتصفية سياح مكسيك للاشتباه في كونهم “عناصر إرهابية” عن طريق طائرات خاصة، بالإضافة إلى اتهام النظام المصري بتعذيب المواطن الإيطالي جوليو ريجيني.