في خطوة غريبة، يمكن القول أنها تأخرت قليلا، قام التلفزيون الرسمي المصري بشكر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في ذكرى حزب السادس من أكتوبر1973، مهاجما بشكل صريح كل من حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان المسلمين.
وقال الصحفي في التلفزيون المصري في مقدمته لبرنامج صباحي على التلفزيون المصري :” تحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد حرب الاستنزاف، وتحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار الحرب ورجل الحرب والسلام” متابعا :”تحية تقدير وحب وامتنان وإجلال للرئيس حسني مبارك قائد الضربة الجوية، والذي بفضل قيادته الحكيمة انتصر جيشنا العظيم على إسرائيل”.
وأضاف التلفزيون المصري مهاجما جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 ابريل الليبرالية، واللتان كانتا من أهم الحركات التي دعت للخروج يوم 25 يناير 2011 لإسقاط نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك :”فلا مجال لمن خرج في يناير 2011 وبعدها ليروج أن الضربة الجوية ليست منسوبة للرئيس الأسبق مبارك، فهذا افتراء وتزوير للتاريخ، هؤلاء هم الإخوان و6 إبريل ومن على شاكلتهم، كل من يريد أي شيء وأي شخص في هذا الوطن الجميل”.
هذا ولم تقم جماعة الإخوان والمسلمين بأي رد على هذا الهجوم الأول من نوعه طيلة 5 سنوات على نواة الثورة المصرية، فيما اكتفت حركة 6 أبريل بنشر بيان بسيط لتهنئة الشعب المصري بذكرى السادس من أكتوبر قالت فيه :”يهني شباب 6 إبريل الشعب المصري العظيم بذكرى العبور من النكسة إلى النصر، ذكرى صمود شعب وبسالة جيش 6 أكتوبر، الصهاينة أعدائي”.
هذا وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من ردود الفعل على هذا التوجه الجديد في مصر، معتبرة إياه الأمر الذي يؤكد أن الثورة المضادة انتصرت في حربها على الثوار، وأعادت البلاد إلى حقبة ما قبل خلع محمد حسني مبارك.
واعتبر ناشطون أن هذا الشكر يجب أن يكون لمبارك الذي قام بتجويع ودعم تخلف الشعب المصري وقهره داخل دولة يحكمها العسكر والشرطة وضربه بيد من حديد من أجل إقبار الثورة، فيما هاجم فصيل آخر حذف مبارك تاريخ الفريق سعد الشاذلي البطل الحقيقي للحرب والذي تم مسح اسمه من مقررات التاريخ حتى يكون مبارك قائدا لهذا الانتصار الكبير رفقة أنور السادات الرئيس المصري في ذلك الوقت.
هذا وجدير بالذكر، أن الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك تحصل على البراءة في العديد من القضايا التي توبع بها وعلى رأسها إعطاء أوامر بقتل ثوار 25 يناير فيما سمي بموقعة الجمل، بالإضافة إلى قضايا الفساد المالي والتي خرج منها دون إدانة.
ولم يكن مبارك الوحيد المستفيد من تلك الأحكام، بل سبقه نجليه جمال وعلاء مبارك وزوجته سوزان مبارك، بالإضافة إلى أغلب رجال الأعمال المسيطرين على الاقتصاد في عهده كرجل الأعمال أحمد عز، وحسين سالم ونجيب ساويرس.