في جز حزين شيّعت زوال الاثنين، جثامين ضحايا حادث المرور الذي وقع مساء الأحد، بوسط مدينة قسنطينة، وخلٌف مقتل أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 سنة و30 سنة، بينما لايزال سائق السيارة وهو شاب في الـ25 سنة من العمر، يرقد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، مع تأكيد مصدر طبي بأنه تجاوز مرحلة الخطر، فيما أحيطت غرفته برجال الشرطة، في إجراء وقائي وقانوني، في انتظار تحسن حالته لمواصلة التحقيق معه بشأن ظروف وملابسات الحادث الأليم.
و مكان الحادث يوجد بشارع عبان رمضان “الصوابط” بقلب مدينة قسنطينة، أين كانت سيارة من نوع “سيات ليون” تسير في الاتجاه المعاكس فوق سطح الكودية، في حدود الساعة السادسة من مساء الأحد، قبل أن تنطلق بسرعة جنونية وتنحدر على السلام الحجرية من أمام مديرية التربية باتجاه شارع عبان رمضان قبل أن تصطدم بجدار جهة الأقواس، وأخذت في طريقها أربعة شبان من المارة لفظوا أنفاسهم الأخيرة في عين المكان متأثرين بالإصابات والجروح البليغة التي تعرضوا لها، في أنحاء مختلفة من الجسم، عندما باغتتهم السيارة عندما كانوا من المارة على الرصيف بشارع عبان رمضان، فيما أصيب سائق السيارة بجروح متفاوتة نقل على إثرها من طرف عناصر الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن باديس.
وقد ذكر شهود عيان أن سائق سيارة “سيات ليون”، كان في حالة هيجان شديدة عندما انطلق بسيارته بسرعة بعد ما تشاجر مع شابة كانت برفقته، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحريات والتحقيقات الأمنية، حول ظروف وملابسات وقوع هذا الحادث الذي يعتبر الأول من نوعه، في شارع عبان رمضان بقلب مدينة قسنطينة، بسبب اكتظاظ حركة المرور في هذا المكان على مدار ساعات النهار، مما يعيق استعمال السرعة من طرف السائقين، من جهة، وكذا ما خلفّه من مجزرة رهيبة تمثلت في أربعة قتلى، دفعة واحدة.
وذكر بعض المواطنين أن أحد الضحايا وهو شاب يبلغ من العمر 17 سنة، هو تلميذ في السنة الثالثة الثانوي، وكان يستعد لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا هذه السنة، وكان وقت الحادثة عائدا إلى منزله بعد ما أنهى حصة لدروس الدعم، فيما كان بقية الضحايا يتجولون مع المساء بوسط المدينة.
وقد خيّم الحزن والأسى منذ ليلة الأحد على مدينة قسنطينة وانتشرت صور الضحايا والتعازي لأهاليهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات مدينة قسنطينة التي لبست اللون الأسود.