بعد الاستقبال الذي قام به علي غلاب ممثل الدعوة السلفية بمدينة مطروح المصرية، للبابا تواضروس الثاني، انتشر الجدل بين الأوساط السلفية والتي اعتبرت أن الوضع يستحق تصحيحا للمفاهيم.
وعلى هذا الأثر، قدم نائب الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي إلى مدينة الضبعة، من أجل إلقاء عددا من الدروس الدينية بعناوين مختلفة أبرزها كان في مسجد الفتح بعنوان “تصحيح المفاهيم، حيث تم تخصيص الدرس كاملا من أجل الرد على ما وصفته الدعوة السلفية بـ “شبهات أحدثها استقبال علي غلاب للبابا تواضروس” تصحيحا للمفاهيم الشرعية.
واعتبر برهامي أن غلاب كان قد تبرأ من الدعوة السلفية لخلاف معها، حيث ابتعد عن العمل الجماعي والمؤسسي، حيث قدم استقالته شهر غشت 2013 مضيفا :” غلاب وجماعته رغم أننا بذلنا العديد من الجهود حتى لا ينفصلوا عنا،إلا أنهم تركوا الدعوة السلفية، فضعفوا للحد الذي فرض عليهم الترحيب بالبابا، والقول بأنه قداسة البابا، وهو اسم لا يجوز، فنحن لا نقدس إلا ما قدسه الله”.
من جهته رفض رجب أبو بسيسة، القيادي السلفي في العامرية، بالاستقبال الذي تم على شرف البابا، مطالبا في نفس الوقت بعدم التطاول على غلاب وسبه معلقا :” نحن نحبه، لكن الحق أحب إلينا منه”.
وكانت الدعوة السلفية بمطروح قد أصدرت بيانا رسميا، أكدت فيه أنه لا علاقة لها بجمعية دعاة الخيرية بالإسكندرية وهو الإسم القانوني للدعوة السلفية، مشددة في ذات الوقت أن لا علاقة لها بتلك اللافتة التي كتب عليها ” الدعوة السلفية بمطروح ترحب بقداسة البابا تواضروس الثاني”، مشيرة أن هذه اللافتة تم تعليقها أمام مقر مديرية الأمن بمطروح، محاطة بالحرس من جميع الجهات، مطالبة في نفس الوقت بمن يقوم ذلك بأن يتيقن ويتثبت من ما يقول.
من جهته قدم علي غلاب، القيادي في الدعوة السلفية هذه الخطوة رافضا الكلام الذي قيم من طرف البعض والذي اعتبر أن هذا الاستقبال يعد تنازلا عن الثوابت الشرعية وقواعد الولاء والبراء.
وأضاف القيادي السلفي نقلا عن بعض وسائل الإعلام المحلية :” ديننا لا يمنع استقبال البابا، أو نلتقي غير المسلمين، خصوصا أن البابا هو رأس في قومه، ونفينا شبهات كثيرة عن الدعوة السلفية، وهناك منافع كثيرة تحققت من اللقاء، واستقباله ليس حرام في ديننا، ومن لديه دليل تحريم يأتيني به، وسوف أتراجع، ولقائي بالبابا ليس فيه مخالفة شرعية”، مضيفا :”تحدثت مع البابا تواضروس في تاريخ الدعوة السلفية بمطروح، التي لها أكثر من 35 عاما بالمحافظة، ونكاد نجزم أن 90 % من أبناء مطروح من أبناء السلفية أو محبيها، ومع ذلك لم يحدث أي اضطهاد لقبطي من أبناء مطروح، ونعامل غير المسلمين بسماحة الدين الإسلامي أما مسألة اللافتة التي انتشرت لم نكن نعلم بها أصلا، ونحن نوضح أنه ربما وضعتها العلاقات العامة بمحافظة مطروح أو بعض إخواننا الأقباط في سياق الترحيب بالبابا، واللافتة لا تخصنا، ولم نُكلف بعملها أصلا”.