أعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله ، رفضه لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر الأسبوع القادم من خلال عريضة تضمنت 16 مؤاخذة على الخطوة.
ونشر جاب الله بيانا على صفحته بموقع “فايسبوك” تحت عنوان ” لامرحبا بك حتّى تعتدل أو تعتزل” مخاطبا السلطات بالقول “نقول للسلطات في البلاد إنّ وفاءك للدين والشهداء وتضحيات الأمّة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية توجب عليك رفض الزيارة حتّى يتبيّن الحق من الباطل”.
وسرد جاب الله 16 حجة تجعل هذه الزيارة حسبه غير مرحب بها، مؤكدا “لقد توالت الجرائم المنسوبة إلى محمد بن سلمان وأخذت صورا متعددة وكان من أواخرها جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله الذي كان يناضل من أجل الحرية والكرامة الإنسانية”.
وطالب “السلطات صاحبة الشأن في بلادنا أن تلغي الزيارة وتعتذر عن استقباله في بلد الشهداء والمجاهدين وفاءً لدمائهم التي ضحوا بها من أجل التحرر من المستعمر الفرنسي وأعوانه، حتى يعيش الشعب في بلده حرًا كريًما، فاعرفوا للشعب قدره وللشهداء فضلهم، فلا تدنسوا أرض شهدائنا وأبطالنا الـمسقية بدمائهم ودموعهم”.
و فيما يلي النص الكامل لبيان جاب الله الذي نشره على الفايسبوك، و الذي حمل عنوان : “لامرحبا بك حتّى تعتدل أو تعتزل” :
“الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، والصلاة والسلام على رسول الله صفيه من خلقه وأمينه على وحيه محمد بن عبد الله الذي أرسله الله رحمة للعالمين وحجّة على الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
لقد توالت الجرائم المنسوبة إلى محمد بن سلمان وأخذت صورا متعددة وكان من أواخرها جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله الذي كان يناضل من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، فضجّ العالم كله لفظاعتها وتركت في نفوس الشعوب ألما شديدًا، وتنوعت طرق التنديد بها واستنكارها وتوجهت الاتهامات إلى وليّ عهد السعودية محمد بن سلمان، وجاءت لتشهد على أن نظم الاستبداد شرّ كلها، ويزداد شرها لما يكون أهلها المؤثرون في قرارها من حاملي الفكر العلماني كما هو الحال اليوم في السعودية ومعظم دول العالم الإسلامي..
لذا وجب التضامن مع المرحوم جمال وسائر المظلومين في السعودية والعالم، والتنديد بجرائم السعودية، واستنكار قدومه إلى بلدنا الجزائر، ونطالب السلطات صاحبة الشأن في بلادنا أن تلغي الزيارة وتعتذر عن استقباله في بلد الشهداء والمجاهدين وفاءً لدمائهم التي ضحوا بها من أجل التحرر من المستعمر الفرنسي وأعوانه، حتى يعيش الشعب في بلده حرًا كريًما، فاعرفوا للشعب قدره وللشهداء فضلهم، فلا تدنسوا أرض شهدائنا وأبطالنا الـمسقية بدمائهم ودموعهم، وقولوا لابن سلمان:
1. لا أهلا ولا مرحبا بك في أرض ملايين الشهداء حتّى يقضي الله فيك أمره وتمضي فيك عدالته .
2. لا مرحبا بك في بلد أدان شعبه مرارا الظلم والعدوان واشترى حريته بأغلى الأثمان وأقدسها .
3. لا مرحبا بك في بلد يرفض شعبه الانعزال عن شأن الأمة والاستقالة من مسؤوليته الجماعية في منع الظلم.
4. لا مرحبا بك في بلد يؤمن شعبه بقوله عليه الصلاة والسلام : «إنّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
5. لا مرحبا بك في بلد يؤمن شعبه بما ورد من أحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم تفيد أنّ الأمّة التي لا تنتصر للمظلوم ولا يأخذ فيها حقه لا تستحق نصر الله تعالى وتوفيقه.
6. لا مرحبا بك في بلد يدين أهله بدين لا يعترف بالظلم والعدوان ولا يستسلم للظالم ولا يتعاون على إقرار الظلم لأنه إثم وعدوان، والله تعالى يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) .
7. لا مرحبًا بك في بلد ناضل شعبه كثيرًا من أجل التحرر من تحكم المصالح في المبادئ والقضاء على منطق أن المصلحة هي مصلحة الأقوى وأن الحق هو للأقوى كما يروج لذلك دعاة الاستبداد والطغيان والفساد.
8. لا مرحبا بك في الجزائر، لأنّ شعبنا لا يقبل الظلم ولا يشجع عليه ولا يساعد على شيوعه وإلحاق الضرر بالمستضعفين .
9. لا مرحبا بك لأن استقبالك في بلادنا يعني مساعدة منّا لك على المضي في سياسات الظلم التي طبعت سيرتك على قصرها، ولأننا لا نريد المساعدة على تقويض دعائم الأمن والاستقرار التي ضحّى شعبنا من أجل إقامتها بكل ما هو غال ونفيس .
10. لا مرحبا بك لأنك من الذين حوّلوا الدولة إلى أداة ترهب المواطنين الأحرار وتصادر حقهم في الحياة والحرية، بيد أن الدولة وجدت لصون الشرعية وحفظ الحقوق والحريات، ورعاية مصالح المواطنين ومنع كل أنواع الظلم والفساد، وحماية الوطن وتنميته والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
11. لا مرحبا بك لأنك أهنت العلماء فسجنت بعضهم وحكمت على البعض بالإعدام وعلى البعض الآخر بعقوبات قاسية، وأذقت البعض مر العذاب وفي مقدمتهم د/ موسى القرني الفقيه الأصولي الأديب الشاعر الذي قتلتموه قتلا معنويًّا وهو أسوأ من القتل المادي إذ جعله زبانيتك يفقد عقله ويصاب بالجنون، والعلماء هم ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم وأداة الأمة في الذود عن دينها وحقوقها ومصالحها .
12. لا مرحبا بك لأنك انتهكت حرمة المسجد الحرام بإدخال الكافرين برج الساعة المطل على الكعبة المشرفة وتمكينهم من تنظيم سهرات موسيقية ماجنة فأدميت بجرمك هذا قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
13. لا مرحبا بك لأنك ارتبطت بصهيون ووافقت على تسليم فلسطين لليهود، وفلسطين عندنا هي أمانة الإسلام في أعناقنا ووديعة عمر في ذمتنا لا تباع ولا يتخلى عنها .
14. لا مرحبا بك لأنك تستغل أموال الأمة للمصالح الشخصية وتعطي المال لمن لا يستحقه، فالأموال العامة للأمة وقد جعلها الله تعالى أداة لخدمة الدين والتمكين له وخدمة الأمة وتحقيق كرامتها ورفع الظلم الواقع عليها، وخدمة القيم العليا الحافظة لكرامة المسلم وقيمته في الوجود.
15. لا مرحبا بك لأنك تقدم مصالح الأمريكان والغرب على مصالح المسلمين وتسعى في رضاهم وغناهم على حساب رضا المسلمين وكرامة عيشهم، فعمدت إلى تخفيض سعر البرميل من البترول لتشبع الأمريكان وتجوع مئات الملايين من المسلمين .
16. لا مرحبا بك لأن الترحيب بك فيه تشجيع لك على ما ارتكبته من مظالم ومساعدة لك على الاستمرار في سلوك سياسة الاستبداد والعلمنة والفساد، وكل ذلك لا يقره الإسلام ولا يعترف به ولا يشجع عليه ولا يقبل السكوت عنه، فالإسلام دين الحرية والتحرر.. والاستبداد والظلم دين العبودية والاستعباد.. والإسلام دين قائم على الرحمة والرفق والعدل والإحسان.. والاستبداد نظام قائم على الشدة والقسوة والطغيان والفساد .. والإسلام يدعو إلى الأمن والسلام والاستقرار ..والاستبداد يحرض على الحرب والتقتيل والتدمير والسجن ومصادرة الحقوق والحريات ..
لذا كان الاستبداد عدوا للإسلام وعدوا للإنسانية، فوجب على الإسلام أن يعتبر الاستبداد عدوا له ووجب على الإنسان عامة والمسلم خاصة أن يطبق حكم الإسلام فيعادي الاستبداد والمستبدين ويقاطع الظلم والظالمين.
لكل ما سبق ذكره من اعتبارات وجرائم وغيرها مما لم نذكره نقول لمحمد بن سلمان لا مرحبا بك حتى تعتدل أو تعتزل.
ونقول للسلطات في البلاد إنّ وفاءك للدين والشهداء وتضحيات الأمّة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية توجب عليك رفض الزيارة حتّى يتبيّن الحق من الباطل”.