بمناسبة إعلان (أبو منشار) محمد بن سلمان زيارته للجزائر كان لابد أن نحكي لقرائنا الكرام تاريخ هذا العائلة الأسود في قتل أبناء بلدي… ففي مطلع تسعينيات القرن الماضي تدفقت في ارض الجزائر انهار من دماء الأبرياء بسبب حرب قذرة حركتها أيادي أجنبية وكانت المملكة العربية السعودية عن طريق أمرائها ومشايخها أهم الداعمين لتلك التطورات التي بدأت تحدث في الجزائر حيث لعبت على الحبلين الملك وحاشيته مع العسكر ومشايخه يصدرون فتوى لتحريض الجبهة.
في البداية نجحت «جبهة الإنقاذ الإسلامية» في أولى خطواتها نحو حلم الدولة المدنية التي لن يسيطر عليها العسكر لكن ما حدث بعدها كان جحيمًا عليها وعلى البلاد بعد إيقاف المسار الانتخابي في الجزائر عن طريق الجيش ساعتها خرجت للعلن فتاوى قادمة من السعودية تطالب الجبهة بقتال الجيش والدولة الجزائرية باعتبارها دولة كافرة ويجب على الجزائريين محاربتها وإقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية تسببت تلك الفتاوى المحرضة على العنف في الجزائر في إطالة عمر الحرب الأهلية إلى أكثر من عشر سنوات وفي المقابل يقول أخر ما تبقى من المعارضين محمد العربي زيتوت أن الجنرال المجرم خالد نزار قائد الإنقلاب ووزير الدفاع آنذاك يروي في مذكراته ص 270-271: انه دعي إلي زيارة السعودية من قِبل خادم الحرمين الملك فهد بعد مقتل الرئيس بوضياف و قابل كبار الأمراء كما قابل الملك فهد لساعتين وقال وبعد أن أوصاني بجمع أمر الجزائريين بدأ يتحدث عن الإسلاميين فقال إبتداءا: هؤلاء ليسوا بمسلمين ثم قال: ” العصا.. العصا.. العصا..” كررها ثلاث مرات ويضيف خالد نزار كيف أن الملك فهد حدثه عن لقاءه بعباسي مدني و علي بالحاج عندما لقيهما في السعودية بُعيد غزو العراق للكويت ويضيف أن الملك قال متهكما: كانت أول مرة أرى علي بالحاج شكل جسمه المزعج لا يشبه إلا عدم معرفته بأسلوب العيش المتحضر و يضيف عدت للجزائر بمشاريع تمولها السعودية رغم ظروف حرب الخليج التي كانت تُثقل كاهل البلاد تحدثت الأخبار في حينها عن تقديم السعودية 3 مليار دولار للنظام الإنقلابي الذي كان في أمس الحاجة إليها لتمويل مشروع الحرب القذرة التي ستلتهم عشرات الآلاف من الجزائريين وترجع البلاد عشرات السنين إلى الوراء.
وكما عملت السعودية قبل عقدين على ضرب الاقتصاد الجزائري من خلال المساهمة في خفض أسعار النفط وذلك نكاية في الاتحاد السوفييتي ما جعل الجزائر تعيش أزمة اقتصادية كبيرة حيث صرح الرئيس الجزائري الراحل «محمد بوضياف» أنّ المملكة العربية السعودية هي أول دولة تورطت في دماء الجزائريين ها هي اليوم بسببها الجزائر تخسر 40 مليون دولار يوميا.