شهدت منطقة معفر ببلدية صالح باي جنوب ولاية سطيف، الإثنين، وقفة احتجاجية بعد حادث المرور المروع الذي تسبب في مقتل الطفلة شروق، التي فارقت الحياة في مشهد مأساوي مخلفة وراءها حيرة كبيرة وسط السكان.
شروق تبلغ من العمر 5 سنوات تدرس بالقسم التحضيري، اعتادت يوميا قطع مسافة 2 كليومتر ونصف ذهابا ومثلها إيابا للالتحاق بالمدرسة، ويوم الحادث كانت رفقة شقيقها على حافة الطريق في الوقت الذي كانت شاحنة كبيرة تريد الدوران ومع ضيق الطريق خرجت المقطورة عن مسارها لتصطدم بالطفلة شروق وشقيقها الذي أصيب بجروح، وحسب شهود عيان فإن عجلات الشاحنة مرت فوق جسد الطفلة وهشمت رأسها في مشهد مفزع للغاية. هذا الحادث خلف موجة من الغضب وسط سكان منطقة معفر الذين نظموا الإثنين وقفة احتجاجية مكان الحادث، أين عبروا عن غضبهم واستيائهم الكبير من الكارثة.
الوقفة تجمع فيها الأولياء والتلاميذ الذين قاطعوا الدراسة ورفعوا شعار “لن ننساك يا شروق”، وطالب المحتجون بضرورة تدخل المسؤولين لبناء مدرسة قريبة، لأن التلاميذ يضطرون يوميا إلى قطع مسافة تفوق 2 كيلومتر للالتحاق بمقاعد الدراسة، ويكون ذلك وسط طريق محفوف بالمخاطر، فالمسار ضيق ولا يوجد به رصيف وبمحاذاته مجرى للمياه، ما يعني أن التلاميذ والمارة اعتادوا على المشي على بعد سنتيمترات من مسلك المركبات ولذلك يطالب السكان بإنجاز رصيف للراجلين، مع ضرورة التحرك لتوفير النقل المدرسي للتلاميذ الذين عانوا الويلات في مسلك الموت. ويقول السيد نور الدين شكَر، والد الطفلة شروق، بأن اللوم لا يلقى على سائق الشاحنة، لأن الطريق ضيق والمسؤولية تتحملها السلطات المحلية المطالبة بحماية التلاميذ بترميم الطريق وانجاز مدرسة قريبة.
و أما أم الضحية التي كانت في حالة نفسية صعبة للغاية، تحدثت إلينا بمرارة عن ابنتها شروق فتقول بأن ابنتها شرعت في حفظ القرآن الكريم وقد انتهت مؤخرا من حفظ سورة الرحمان وحفظت دعاء الصباح الذي رددته يوم الحادث وخرجت رفقة شقيقها فكان ذهابها بلا عودة، وأما شقيقها فهو مصاب بمرض مزمن وأصيب بكسر على مستوى الرجل زاد في معاناته.
فيما أكد نائب رئيس البلدية للشروق، أن رئيس البلدية ورئيس الدائرة راسلا السلطات الولائية لبرمجة مدرسة جديدة بالمنطقة، وفي انتظار تجسيد المشروع تبقى معاناة سكان معفر مستمرة مع مسلك الموت.