يُعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلّب الإصابة به العناية المستمرّة والانتباه أوّلاً للنظام الغذائي المُتّبع ونوعيّة الطّعام الذي يتمّ تناوله.
وعلى الرّغم من الاعتقاد الشائع بأنّ مرض السّكري مرتبطٌ بالسكر ومرض الضّغط مرتبط بالملح
الإفراط في تناول الملح يؤدّي إلى السكري
يكمن تأثير الملح على السكري في أنّ الإفراط في إضافة الملح إلى الطّعام يُعتبر أمراً سيّئاً للصحّة العامة، وإذا زاد استهلاك الملح في اليوم عن 12 غراماً فمن شأن ذلك أن يزيد مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وفشل القلب وهشاشة العظام والنوع الثاني من مرض السكري أيضاً!
من هنا، فإنّ الإصابة بمرض السكري ليست مرتبطة بشكلٍ أساس بكمّية السكر التي يتمّ تناولها بل هي تتعلّق أيضاً بالملح المُضاف إلى الطّعام.
وبالتالي يُعتبر التّقليل من تناول الملح والسّكر إجراء وقائيّاً وتدبيرياً هدفه حماية الإنسان من الإصابة بمرض السّكري من النوع الثاني.
كيف يؤدّي الملح إلى السكري؟
يُعزّز الملح من امتصاص الجسم لسكر الغلوكوز في الدم وهذا بحدّ ذاته يرفع من مستويات السّكر في الدم ما يؤدّي بالتالي إلى الإصابة بمرض السكري الخطير.
كما أنّ الإفراط في تناول الملح مع الطّعام يؤثّر أيضاً على إفرازات الكبد وعملها، وبالتالي فإنّ الكبد والأنزيمات تؤثّر على الأطعمة الجاهزة للهضم بشكلٍ أقلّ وهذا ما يجعل قدرتها على امتصاص الغلوكوز تقلّ.
كيف تمّ اكتشاف العلاقة بين الملح والسكري؟
اكتشف باحثون فرنسيّون هذه العلاقة الوطيدة بين ملح الطّعام والإصابة بمرض السكري، إثر دراسةٍ ركّزت على تفاعل خنازير صغيرةٍ بعد خضوعها لجراحة علاجٍ من البدانة، تقوم على تعديل مسار الأطعمة في الجسم، بسبب اقتطاع جزءٍ من الأمعاء والمعدة.
وتبيّن أنّ الملح يؤدّي، وليس السكر فقط، دوراً في الإصابة بمرض السكري، ويُمكن عن طريق اعتماد تدابير بسيطة على الصعيد الغذائي مثل تقليص تناول الملح والسكر، الوقاية أو العلاج من السكري من النوع الثاني.
إنّ الحرص على تناول أطعمة تحتوي على كمّياتٍ معتدلةٍ من الأملاح يُساهم في التقليل من احتمالية الإصابة بمرض السكري، خصوصاً عند وجود عوامل خطر مثل التاريخ المرضي للعائلة والتي تُساهم في زيادة احتمالية الإصابة بهذا النوع من الأمراض.