يُعاني الطّفل الرّضيع فعلاً من الاضطرابات النفسيّة التي تبدأ منذ لحظة ولادته وخروجه من رحم أمّه إلى العالم الخارجي، وهو يعبّر عن هذه الاضطرابات عن طريق البكاء المستمرّ واضطرابات النّوم وغيرها من فرط النّشاط واضطرابٍ في الشهيّة.
الفطام المفاجئ
يُنصح بأن تعود الأمّ رضيعها على الفطام بشكلٍ تدريجي وعدم صدمه عن طريق التخلّي المفاجئ عن الرّضاعة الطبيعيّة.
وذلك لأنّ الرّضيع يجد اللذة الخاصة به من خلال الفم؛ فعندما تُبعد الأمّ عنه الرضاعة يكتئب ويظهر ذلك في طبيعة صراخه وبكائه ويكون دائم الحاجة لها.
عدم الاستجابة للبكاء المستمرّ
إنّ بكاء الطّفل الرّضيع المستمرّ بسبب الجوع أو لأسبابٍ أخرى، وعدم الاستجابة له سريعاً وإشباع رغباته يُفقده الشّعور بالأمان، وبالتالي يُصاب باضطراباتٍ نفسيّة تظهر في البكاء الغريب والمُقلق طوال الوقت وتظهر أيضاً عن طريق تعلّق الشّديد بحضن مَن يحمله.
اضطرابات النّوم
تُعدّ اضطرابات النّوم من أبرز المشاكل النفسيّة التي يواجهها الرضيع، إذ يُمكن أن يكون لها عواقب خطيرة في المستقبل وتسبّب مشاكل نفسيّة وعقليّة.
لذلك، يُنصح بتنظيم مواعيد النّوم لدى الطّفل الرّضيع وبجعله يشعر بالليل والنّهار، وعدم السّماح له بالنّوم الطّويل في النّهار كي لا يُضطرّ إلى البقاء مستيقظاً طوال الليل.
تغيير البيئة المحيطة به
يُنصح غالباً بتعويد الطّفل الرّضيع على أن ينام في سريره وعدم تغيير هذا المكان الخاص به خصوصاً في الأشهر الأولى من عمره، كما أنّ الأمّ يجب أن تبقى بجانبه وأن تكون أوّل المستجيبين لبكائه وحاجاته.
وفي حال تعذّر هذا الأمر يومياً بسبب العمل أو الواجبات، يُنصح بأن تنتدب الأمّ شخصاً أو شخصين على الأكثر كي لا تتغيّر البيئة المحيطة بالطّفل كلّما احتاجت إلى ترك المنزل؛ إذ أنّ التغيير المستمرّ للبيئة المحيطة بالرّضيع من أمكنةٍ وأشخاصٍ يتسبّب باضطراباتٍ نفسيّة له.
ضغوط نفسيّة وعادات سيّئة خلال الحمل
قد يرجع إصابة الطّفل الرّضيع باضطراباتٍ نفسيّة إلى عوامل عضويّةٍ نشأت منذ الحمل، نتيجة التعرّض لضغوطٍ نفسيّة أثّرت في الأم الحامل فأدّى ذلك إلى التأثير في طفلها بشكلٍ سلبي.
بالإضافة إلى أنّ اتّباع الأمّ عاداتٍ سيّئة خلال الحمل كالتدخين وعدم الانتظام في تناول المكمّلات الغذائيّة التي يحتاج إليها الجنين، يُمكن أن تسبّب اضطراباتٍ نفسيّة عند الرّضيع لاحقاً.
جهل الأمّ للعديد من الأمور
تواجه الأمّ العديد من الخبرات الجديدة في حال كان الطّفل الأوّل الذي ولدته؛ فلا تستطيع معرفة سبب بكائه أو غضبه المستمرّ وهذا ما يجعلها غير قادرةٍ على التّعامل معه بطريقةٍ صحيحة وبالتالي يُسبّب هذا الأمر مشاكل واضطراباتٍ نفسيّة للرّضيع، خصوصاً في حال إصابة الأمّ باكتئاب ما بعد الولادة أو تعرّضها لانفعالاتٍ دائمة.
شجار الوالدين الدائم
للعوامل النفسيّة تأثيرٌ كبيرٌ على الطفل الرضيع، مثل تعرّضه للتّعامل العنيف أو شجار والديه بصوتٍ عالٍ بالقرب منه؛ كلّ ذلك يُمكن أن يسبّب إصابته باضطراباتٍ نفسيّة.
تلعب الأمّ دوراً محورياً وأساسياً في تعزيز الصحّة النفسيّة لطفلها الرّضيع بدءاً من لحظة الولادة، من خلال تهدئته وتنظيم مواعيد النّوم والرّضاعة والحرص على جعله يشعر بالأمان.