تضمّنت قائمة أعضاء البعثة في حصتها التابعة للديوان الوطني للحج والعمرة ووزارة الشؤون الدينية، أسماءً من خارج القطاع وأخرى لا تربطها أية علاقة بخدمة الحجاج، فضلا عن إطارات تم استبعادها من وزارة الشؤون الدينية بمرسوم رئاسي سنة 2015، لتعود من بوابة البعثة بقدرة قادر، وذلك بمقابل مادي عن منصب عضو مكتب المشاعر، في حين تم استبعاد أئمة من القائمة النهائية رغم تلقيهم قبل ذلك تكوينا خاصا لتأطير الحجاج هذا الموسم.
و حسب النهار التي أوردت الخبر، عن مصادر مطلعة بمجلس إدارة ديوان الحج والعمرة، فقد تضمنت قائمة بعثة الحج اسم رئيس الديوان السابق لوزارة الشؤون الدينية «م.ز»، الذي تم إنهاء مهامه بمرسوم رئاسي شهر ديسمبر 2015، وذلك بصفته عضو مكتب المشاعر المقدسة، رغم أن هذا المنصب لا أساس له في البعثة، على اعتبار أن كل أعضاء البعثة من دون استثناء خلال هذه الأيام يكونوا على مستوى المشاعر لخدمة الحجاج.
ويحمل تكليف بمهمة الخاص برئيس الديوان السابق لوزارة الشؤون الدينية «م.ز» الصادر بتاريخ 19 جويلية 2018 رقم (033930)، وتأشيرة رقم (000604) والموقّع من قبل المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، وبتفويض من الوزير محمد عيسى، حيث سيتلقى الأخير تعويضات مالية مقابل هذه المهمة الموكلة له بالبقاع المقدسة.
وتضمّنت قائمة البعثة الجزائرية للحج قائمة إضافية تحمل اسم إطار امرأة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فضلا عن أسماء أخرى على غرار مدير الديوان السابق، الذي تم إضافة اسمه بعد غلق القائمة الرسمية، كما استفاد صاحب موقع إلكتروني مستقل يتعامل مع الوزارة و6 أعضاء من طاقمه من صفة العضوية بالبعثة الجزائرية إلى البقاع المقدسة، وذلك للموسم الثاني على التوالي، مستفيدين بذلك من كامل الامتيازات التي يستفيد منها باقي أعضاء البعثة بما فيها تسديد كامل تكاليف الحج.
ويأتي هذا، في وقت احتج فيه أئمة وموظفون بقطاع وزارة الشؤون الدينية، خلال الموتمر الوطني للحج، الأسبوع الماضي، بسبب استبعادهم من القائمة النهائية لبعثة الحج، وهم الذين استفادوا من تكوين خاص لأداء مهامهم على أحسن وجه في خدمة الحجاج، سواء في الإرشاد أو التوجيه أو التوعية على مستوى مكة المكرمة والمدينة، وكذا المشاعر المقدسة، حيث منحت لهم شهادات التأهيل والنجاح في الدورة.
وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر «النهار» عن إدراج الوزارة الموسم الماضي ضمن قائمة البعثة اسم أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بفريق مولودية الجزائر، ليكون ضمن الوفد الخاص بخدمة الحجاج، الأمر الذي دفع بإطارات وموظفي وزارة الشؤون الدينية إلى الاحتجاج بسبب ما أسموه بالاختيار غير العادل، وغير المدروس لأعضاء البعثة الجزائرية للحج في شقها المتعلق بقطاع الشؤون الدينية، خاصة وأن البعض ظهرت أسماؤهم بالقائمة لأكثر من 10 سنوات متتالية.
و كشف مصدر مسؤول من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عن فتح تحقيق حول بعض الأسماء المدرجة في قائمة أعضاء البعثة لسنة 2018، وكذا الأئمة المبعدين عن البعثة، بعدما كانوا تلقوا أوامر بمهمة، حيث قال محدث «النهار» إن أي إمام معني بذلك يمكنه التقرب من الوزارة لتقديم كل الوثائق التي يحوزها في هذا الشأن للمساعدة على التحقيق.وأكد المسؤول ، بأن الوزارة لن تسكت عن مثل هذه الممارسات في حال ثبوتها، وأنها ستسعى لإعطاء كل ذي حق حقه، كما لن تسكت عن إدراج أسماء لا علاقة لهم بالحج أو خدمة الحجاج، في حال تأكد وجود أسماء من هذا الشكل ضمن قائمة البعثة الجزائرية للحج.