وصف باراك أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، تقاعس الأمريكيين من أصول إفريقية عن الخروج لدعم والتصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بـ “السبة الإنسانية”، معتبرا أن تصويت “بني جلدته” للمرشح الجمهوري دونالد ترامب سيكون بمثابة الإهانة الشخصية له ولمسيرته السياسية.
وطالب أوباما خلال خطاب قام بإلقائه أمام مؤسسة “تجمع السود” الأمريكية المعنية بأمور ومشاكل المواطنين الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء بعدم مقاطعة الانتخابات الرئاسية، لأنه التصويت مهم وحيوي بالنسبة للمواطنين من أصول إفريقية، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
واستغل الرئيس الأمريكي الذي ستنتهي ولايته شهر نونبر القادم، المرشح الجمهوري دونالد ترامب معتبرا أن الأخير أمضى حياته ومسيرته المهنية في محاربة الحقوق المدنية والمساواة بين مختلف طبقات المجتمع الأمريكي والتقليل من دور الطبقة العاملة داخل البلاد.
كما سخر أوباما من الاعتراف الأخير لترامب بولادته (أوباما) بالولايات المتحدة الأمريكية، مصرحا :” ترامب كان مهتما بأمر شهادة ميلادي أكثر من تغير المناخ وصعود تنظيم داعش والرؤوس النووية لكوريا الشمالية والمشاكل الاقتصادية”، مضيفا في سياق منفصل أنه سيعتبر منح السود أصواتهم الانتخابية لهيلاري كلينتون هدية جميلة يختم بها مسيرته كرئيس للولايات المتحدة، قبل شهرين من خروجه من البيت الأبيض.
هذا ويلعب الحزب الديمقراطي على التوجهات اليمينية المتطرفة لدونالد ترامت، الذي أعلن عداؤه لعدد من الأعراق منها العرب والمكسيكيين في خطوة عنصرية تحاول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التركيز عليها، خصوصا أن ترامب من جهته يركز على عدم حسم إدارة أوباما في عدد من الملفات من بينها ملف تنظيم الدولة داعش، كما تحدث مؤخرا عن الحالة الصحية لكلينتون والتي قد لا تسمح لها بتسيير البلاد، خصوصا بعد أن اعتذرت عن عدد من حفلاتها الانتخابية بسبب وعكات صحية.
وكان ترامب قد شكك لسنوات طويلة في المكان الذي ولد فيه باراك أوباما الرئيس الأمريكي الحالي من أب كيني وأم أمريكية، حيث ركزت حملته في الوقت الأخير على هذا الأمر من أجل اللعب على وتر “العرق الوطني” من أجل كسب عدد من المؤيدين.
إلا أن ترامب خرج منذ أيام بأحد الفنادق التي يمتلكها وسط واشنطن مصرحا :” الرئيس باراك أوباما، ولد في الولايات المتحدة الأمريكية، الآن نريد العودة إلى العمل والتركيز على جعل الولايات المتحدة الأمريكية قوية وعظيمة مرة أخرى”.
من جهتها قالت هيلاري كلينتون في خطاب لها أمام رابطة النساء السود في واشنطن أن أوباما أمريكي ولد بالولايات المتحدة الأمريكية، الأمر جد واضح وبسيط جدا، مضيفة :”ترامت مطالب بالاعتذار لأوباما وباقي الشعب الأمريكي لأنه كان يحاول نزع الشرعية عن أول رئيس أسود للبلاد، حملته تأسست على هذه الكذبة الشائعة، هذا أمر لا يمكن محوه أو نسيانه”.