المراهقون والحب
في الغالب لا يفهم المراهقون معنى الحب بشكل واضح، بل يخلطون بين مشاعر الإعجاب والانجذاب فيعتبرونها الحب، ويكونون عرضة للتعلق بالشخص الآخر بشكل قوي في هذه المرحلة العمرية نظراً إلى الأحاسيس الجياشة التي يختبرونها نتيجة التغيرات الهرمونية.
وفي أكثر الحالات، هذا “الحب” إذا جاز التعبير في مرحلة المراهقة لا يكمل طريقه ولا يدوم، وذلك أيضاً متعلق بالتغيرات الفكرية والمزاجية لدى المراهقين والمراهقات، وبحثهم الدائم عن اختبارات جديدة.
إذاً، من المصاعب التي يعيشها المراهقون أيضاً الأزمات العاطفية، فكيف يمكنهم أن يتجاوزوها، وبمساعدة من؟
ممارسة الرياضة
من المفيد أن يتوجّه المراهق في المرحلة التي تلي الصدمة العاطفية إلى ممارسة التمارين الرياضية، فهي من شأنها أن تفرّغ من الغضب الذي من الممكن أن يشعر به، كما وأن تفتح له المجال بالتعرف إلى أشخاص جدد ما يساعده على تغيير الأجواء من حوله، وملء الفراغ الذي من الممكن أن يسببه إنهاء العلاقة العاطفية.
النشاطات مع الأصدقاء
إن الأجواء المرحة التي يمضيها المراهق بين أصدقائه خلال مشاركته في النشاطات الترفيهية المنوّعة من شأنها أن تنسيه الحزن الذي عانى منه من جراء انفصاله العاطفي. ومن جهة أخرى، تعزز مجموعة الأصدقاء ثقة المراهق بنفسه من جديد حيث يشعر أنه شخص محبوب ومرغوب به.
ممارسة الهوايات الفنية
إذا كان المراهق يهوى أي نوع من الفنون، بإمكانه في هذه الفترة التفرّغ للاهتمام بهذه الناحية من اهتماماته. ويقال أن الحزن أو الشعور بالإحباط العاطفي من شأنه أن يفجّر المواهب أكثر وأكثر، كما أن الفنون تشكل مساحة للتعبير الحر عن المشاعر، مما يساعد المراهق على تخطي الأزمة العاطفية بسلام.
مساندة الأهل
أولاً لا يجوز التقليل من قيمة الحدث، كأن يقول الأبوان لابنهما المراهق أن ذلك لم يكن حباً، وأنه لم يصل إلى السن الذي يفهم فيه معنى الحب الحقيقي، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من الهوة بين الطرفين.
بل على العكس، يلعب الأهل هنا دور المساند الحقيقي للمراهق في محنته، وذلك من خلال الحوار البناء الذي يهدف إلى إعادة الثقة بالنفس إليه، والتأكي على مفهوم الخسارة والربح في الحياة، كما ومحاولة إشغاله بأمور مفيدة لتمضي هذه الفترة بهدوء ويخرج منها بعبرة مفيدة لحياته المستقبلية.