لا ينفك مسلسل “العاصوف” عن إثارة الجدل حوله سواء في الحقل الإعلامي أو الاجتماعي إذ كشفت لنا آراء ومعطيات مختلفة عن حقائق أكثر إثارة من “الإثارة” التي نعت بها هذا المسلسل من قبل المشاهدين والمحللين إذ منهم من يقول إن هذا المسلسل هو حقيقة المجتمع السعودي ويخاطب المشاهد في مشاكله الحقيقية والمسكوت عنها ويحقق التواصل الاحترافي معه ومنهم من يتهم صناع مسلسل “العاصوف” بالابتذال و التفاهة التي تجعل الدور التأطيري والتوعوي للمسلسل ضعيفا وباهتا ومهمته الوحيدة التشهير بالمجتمع السعودي في إيطار رؤية بن سلمان 2030.
ففي الآونة الأخيرة ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة للمسلسل بمواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعدما تناول أمور كانت الإشارة إليها في الدراما السعودية غائبة في الماضي كزنى المحارم والبغاء والخيانة الزوجية وهذه الأمور يقول المحللين من شأنها رفع نسبة المشاهدة بشكل عام وتبيين هموم المجتمع من خلال طرح صريح للقضايا الشائكة مثل مواضيع الدجل والشعوذة وأطفال الشوارع والعنوسة والعنف ضد المرأة والمخدرات وحول الموضوعات التي يتم التطرق لها يقول أبو عرجة إن البحث والوصول إلى تلك الموضوعات مسألة هامة لأنها تعرف الناس على قضايا تدخل في باب المسكوت عنه مشيرا إلى أن هذه مسألة تتصل بالوظيفة الإعلامية لرأيه أن من واجب الإعلام والتلفزيون على وجه الخصوص البحث والتفتيش عن الموضوعات الاجتماعية والحيوية التي لها أهمية في حياة الناس ويقول احد الكاتب لقد حرّك مسلسل العاصوف المياه الراكدة وحرّك الجمود الفكري تجاه المشاكل والقضايا الاجتماعية الغامضة والمجهولة، وينبغي علينا مراجعة ما كنا قد تعلمناه، وتصحيح قضايا تاريخية واجتماعية متوارثة أسيء فهمها عبر الأجيال، ومن واجبنا مواجهة مشاكلنا الاجتماعية بكل شجاعة وشفافية وسلوك النهج العلمي الموضوعي في البحث، فالاعتراف أولا بهذه المشاكل هو بداية الطريق لحلها ومعالجتها”.