طالب تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر كل من الدول الخليجية والجمهورية الإيرانية إلى تسوية خلافاتهما عبر سلوك طريقة “الحوار” بعد اتصال هاتفي ربطه بالرئيس الإيراني حسن روحاني حسب ما نقلته وسائل إعلام رسمية قطرية.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية اليوم الثلاثاء أن أمير دولة قطر قام بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني لتبادل التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ليكون الاتصال فرصة من أجل تبادل وجهات نظر الطرفين حول أبرز القضايا الاقليمي’ والتحديات التي يواجهها الجميع في المنطقة وعلى رأسها “الارهاب”.
تميم أكد حسب ذات المصدر أن الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية التي تتبع سياسات اقصائية في حق المعارضة وفئات واسعة من الشعب، ساهم بشكل أساسي بتفاقم ظاهرة الإرهاب، معتبرا أن المواجهة الحقيقية لهذا المارد الجديد القديم، تبدأ بمعالجة أسباب ظهوره واجتثاث جذوره من أجل مكافحته والإنتصار عليه.
وشدد أمير دولة قطر على أهمية العلاقات الخليجية الإيرانية وضرورة إقامتها على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، داعيا إلى تسوية جميع النزاعات بين دول الخليج وإيران عن طريق التفاوض والحوار الإيجابي بعيدا عن التصعيد السياسي الديبلوماسي بل والعسكري.
وكالة الأنباء القطرية لم تحدد في معلوماتها التوقيت الذي تم فيه إجراء هذه المكالمة، الهادفة إلى الحد من التصعيدات السياسية بين المملكة العربية السعودية وإيران خصوصا في المرحلة الحالية بشأن الحج بعد منع طهران حجاجها من الذهاب إلى مكة المكرمة.
في نفس السياق، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الثلاثاء دائما رفض بلاده بشكل قاطع “تسييس” شعيرة الحج أحد أركان الاسلام الخمسة، من أجل تحقيق مكتسبات سياسية أو خلافات مذهبية في الإشارة إلى المشكل الحالي بين السنة والشيعة في العالم الاسلامي.
وقال الملك السعودي في كلمة ألقاها بالديوان الملكي لقصر منى، خلال استقبال بلاده لكبار الشخصيات الاسلامية وضيوف آخرين، إن الرياض سخرت جميع إمكانياتها من أجل خدمة ضيوف الرحمان والسهر على راحتهم وتوفير جميع السبل من أجل تسهيل أدائهم للمناسك في أمن وأمان وراحة وطمأنينة، مؤكدا رفضه إدخال الحسابات السياسية في الشعيرة الاسلامية لأنه الله جعل الحج للمسلمين، جميع المسلمين دون استثناء.
هذا وكانت المملكة العربية السعودية قد تعرضت لهجوم شديد من طرف القيادات الإيرانية وعلى رأسها علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية الذي دعا الدول الاسلامية إلى الإنتفاض في وجه المملكة العربية السعودية لعدم نجاحها في تنظيم موسم الحج الذي يأتي إليه حوالي 2 مليون شخص من جميع البلدان الاسلامية.
وبدأت المشاكل بين الدول الخليجية وإيران نظرا لإتهامها بتذكية النعرات الطائفية بدعوتها شيعة الخليج إلى الثورة ضد الأنظمة هناك، كما زادت الحدة بعد وفاة أكثر من 400 حاج إيراني السنة الماضية في حادثة تدافع منى الشهيرة، وهو ما دفع الإيرانيين إلى الإمتناع عن السفر لمكة المكرمة هذه السنة، حيث فضل العديد منهم الذهاب إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.