منذ القدم ومع ظهور الإسلام كان للعلم والتعليم الأهميّة الكبرى فكانت أول كلمة نزلت بالقرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ وقال تعالى عزَّ وجل في القرآن الكريم أيضاً ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (سورة الزمر : الآية التاسعة) وحثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كثيراً على التعليم وأهميّته حتى أنّ أسرى بدر تمّ تحريرهم بطريقة تؤكّد على أهميّة التعليم فكأنّ الأسير المتعلّم يعلّم مسلماً ليحظى بحريّته.
وفي عصرنا اليوم بات التعليم شيئاً لا يمكن إنكاره فالتعليم محرّك حيوي لمختلف الأعمال فصار ضرورةً لتنمية الاقتصاد والحياة بمختلف مساراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والحيويّة فما التقدّم التكنولوجي الاقتصادي إلّا نتاج العلم والتعليم فكلّ الدول التي بات معروفاً عنها أنّها (دول متقدمة) هي بالضرورة دول تهتمّ بالتعليم وإنّ تقدّمها ما هو إلّا نتاج الاهتمام بالتعليم فالتعليم هو الأهم عندهم قبل برامج الدّفاع والطاقة وغيرها لأن معظم الأدبیات المتعلقة بالتنمیة تشير على أن التعلیم یعتبر حجر الأساس في عملیة التنمیة وأن نجاح التنمیة في أي مجتمع من المجتمعات یعتمد اعتماداً كبیرا على نجاح النظام التعلیمي في ھذا المجتمع. ویرتبط التعلیم ارتباطا مباشرا بالتنمیة كون الإنسان ھو محور عملیة التنمیة التي تساھم في إكسابه المعلومات والمھارات اللازمة من أجل تحقیق تنمیة مستدامة بكفاءة وعدالة. كما ویعدّ التعلیم من أھم روافد التنمیة بالمجتمع في كافة المجالات فالمجتمع الذي یحسن تعلیم وتأھیل أبنائه یساعد في توفیر الموارد البشریة القادرة على تشغیل وإدارة عناصر التنمیة ویساھم في بناء مجتمع قوي سلیم یسوده الأمن الاجتماعي والاستقرار السیاسي والاقتصادي ومن ھنا یتبین أن ھناك علاقة وثیقة بین التعلیم والتنمیة المستدامة في كافة المجالات الثقافیة والاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة ولا تستطیع التنمیة أن تحقق اھدافھا إلا إذا توفرت القوى البشریة المدربة والمؤھلة وبالتالي فإن التعلیم یعتبر الأساس في عملیة التنمیة المستدامة في المجتمع.
ومن هنا عرفنا لماذا الدولة تتماطل في التعامل مع مطالب الأساتذة والطلاب لكي تضع العصا في عجلة التنمية فاﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻘﻤﻌﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ والطلاب ﻓﻲ ﻋﺪﻳﺪ من ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﺠﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭ ﻳﺒﺮﺯ ﺯﻳﻒ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ مع بوتفليقة ﻭ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺩﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.