تعيش بلادنا فوارق طبقية صارخة والطبقة في علم الاجتماع تتكون من مجموعة من الناس تتشابه قيمهم الاجتماعية من خلال الوضع الاجتماعي وبالتالي يتحدد وضع الطبقة انطلاقا من الدخل المالي وقوة مركز العمل وأسلوب الحياة والوعي الاجتماعي ونظرة الغير لهم. فالطبقة هي مجموعة من الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية القابلة للملاحظة والتقييم بين الجماعات والأفراد يحصل عنها تفاوتات في مستوى العيش والرفاهية المادية والقوة فرغم التقدم التكنولوجي والعلمي والتطور الصناعي فما زال الإنسان يعاني مشكل التباين الاجتماعي والفوارق الطبقية بين الفقراء والأغنياء وبين الفقر المدقع في جانب وتراكم الثروات في جانب آخر فنرى البعض يكنز من الثروة حتى لا يستطيع إحصاءها ونرى البعض الآخر يعاني الفقر حتى لا يجد ما يوفر لنفسه من الضروريات اللازمة في حدها الأدنى للحياة كالماء والغذاء والملبس والمأوى.
وهذا الصراع ظهر للعلن مؤخرا بين المسؤولين والمواطنين فالمسؤولين نظرا لطريقة عيشهم بأموال الشعب يعتبرون الجزائر أفضل من السويد في حين المواطنين يعتبرون الجزائر كسجن كبير أو كفترة تدريبية لعذاب جهنم لذلك أصحبنا نشاهد حراقة ينشرون تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي يوصون فيها إخوانهم بالهروب من هذا الجحيم ويعلمونهم طريقة ركوب القوارب من أجل الوصول إلى اسبانيا أو ايطاليا بأمان فهذا دليل على أننا نعيش في حرب صامتة لا حاجة لإعلانها لكي تكون هي حرب النظام الديكتاتوري على أبناء شعبه نعم يحاربهم اقتصاديا بافتراس الثروات ونهبها بالليل والنهار ويحاربهم سياسيا بصناعة أحزاب إدارية تحصل على عدد المقاعد دون أن يصوت عنها أحدا ويحاربهم عقديا حينما يسمح لأشباه الفقهاء بنشر الخرافات وبسماح بظهور مذاهب جديدة ويحاربهم عسكريا عن طريق عسكرة القبايل والنواحي ويحاربهم أخلاقيا حينما يبث في إعلامه الفاسد المسلسلات المكسيكية والتركية حتى أصبحت طفلة عمرها 12 سنة تبحث عن عشيق ويحاربهم حقوقيا حينما يتابع الصحفيين بالقانون الجنائي ويحاربهم نفسيا حينما يكذب عن المعارضين ويقول عنهم بأنهم كان يتلقوا الدعم الخارجي..إن شعار الحوت خير من الدود يختزل كل ما يمكن أن يقال عن فساد الدولة لان التفكير في الهروب لا يحصل إلا حينما يكون هناك وباء والوباء موجود يستشري بيننا لكن الشياتة ينكرونه ويخبئونه بالغربال وإذا ذكرت الإصلاح يقولون لك هل تريد أن نصبح مثل سوريا نعم لا أحد يريد أن نتحول إلى سوريا لكن لا أحد بالمقابل يريد البقاء في الجزائر لأن الجزائر دولة فاسدة ينخرها الفساد وليست فيها عدالة ولا توجد فيها معامل كافية للشباب البطال ولا مستشفيات لائقة بالبشر ولا جامعات في المستوى كل ما يوجد فيها هي السرقة والحكرة لذلك يفر منها الرضيع قبل الشيخ.