من المنتظر أن يتم عرض مشروع القانون المحدد للقواعد المطبقة في مجال التمهين، قريبا، على المجلس الشعبي الوطني، و الذي يتضمن عدة إجراءات تحفيزية لصالح المتربصين ،منها تقاضي شبه راتب والاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي والعلاوات العائلة، و كذا ضمان حقوق براءات الاختراع، و استحداث بنك للمعطيات حول نشاط التمهين, بهدف تكييف منظومة التكوين مع احتياجات الاقتصاد الوطني وتسهيل قابلة استحداث مناصب شغل للشباب.
ومن بين أهم هذه الإجراءات التحفيزية التي أقرها نص مشروع هذا القانون الذي صادق عليه مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة رئيس الجمهورية شهر نوفمبر الفارط ، تقاضي الممتهن لشبه راتب واستفادته في إطار التغطية الاجتماعية من خدمات الضمان الاجتماعي والعلاوات العائلية والحق في عطلة الأمومة و المراقبة الطبية، وكذا ضمان حقوق براءات الاختراع للممتهن المبدع في مساره التكويني من خلال منح حقوق المؤلف، كما يتيح إمكانية توظيف الممتهن دون اللجوء المسبق لأجهزة التشغيل.
ويمكن هذا المشروع الذي يندرج ضمن التوجه العام لدستور 2016 الذي تنص مادته الـ69 ” تعمل الدولة على ترقية التمهين وتضع سياسات للمساعدة على استحداث مناصب الشغل”، الالتحاق بالتكوين عن طريق التمهين لكل شاب يتراوح سنة بين (15) سنة على الأقل وخمسة وثلاثين (35) سنة على الأكثر عند امضاء عقد التمهين، و يعفى من ذلك الأشخاص المعوقون جسديا,على أن يتم توجيه المترشحين نحو مناصب التمهين، حسب “رغباتهم وقدراتهم”، و ينظم التوجيه بالاشتراك بين المؤسسة العمومية للتكوين المهني والمستخدم وحددت مدة التكوين عن طريق التمهين بين سنة على الأقل وثلاثة سنوات على الأكثر حسب كل تخصص.
وسيتم بموجب هذا القانون إنشاء بنك المعطيات على مستوى الادارة المركزية لوزارة التعليم والتكوين المهنيين، على أن يتم اعداد معطياته على مستوى كل بلدية وكل ولاية ، و تتضمن معطيات هذا البنك بصفة خاصة القائمة الاسمية والمؤهلات المهنية لمعلمي التمهين والحرفيين وكذا قائمة المستخدمين، كما ألزم البلدية ومن خلال التنسيق مع المؤسسات العمومية للتكوين المهني المتواجدة بإقليميها في ترقية التمهين عن طريق اعلام الجمهور الواسع خاصة فئة الشباب عن فرص التمهين المقدمة من قبل مختلف المستخدمين، إلى جانب وضع لجنة خاصة للمصالحة على المستوى المحلي مكلفة بالحسم في المنازعات المحتملة لدى تنفيذ عقود التمهين.
وفي اطار المكانة المحورية التي توليها الدولة لقطاع التمهين بمسعى يتوافق مع حاجيات الاقتصاد الوطني، تم تخصيص نمط التكوين عن طريق التمهين بالمؤسسات العمومية ، بالإضافة الى تمكين المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التابعة للجيش الوطني الشعبي ان تنصب المتمهن وهو الأمر كذلك بالنسبة للمؤسسات الأجنبية الناشطة بالجزائر .
و يمنح هذا المشروع مجالا واسعا لعدة مؤسسات وهيئات كالغرف الوطنية والجهوية والولائية للتجارة والصناعة والفلاحة والصناعة التقليدية، الجماعات المحلية ومنظمات أرباب العمل في اطار هيئات للتشاور، ترقية التمهين من خلال البحث عن مناصب جديدة في التمهين واعداد وثائق احصائية خاصة بهذا النمط من التكوين بالإضافة الى إجراء تحقيقات حول المصير المهني للشباب الذي تم تكوينهم عن طريق التمهين وكذا إعداد بطاقية للمستخدمين والحرفيين بغية وضعهم تحت تصرف الادارة المكلفة بالتكوين المهني.
و لضمان تأطير جيد أنشأ مشروع هذا القانون سلك مفتشين مكلفين بالتكوين المهني عن طريق التمهين لكل تخصص، و وضع جهاز جديد لتوجيه وتنصيب المتمهنين بالإضافة وضع نظام بيداغوجي خاص بالتمهين وجهاز متابعة وتقييم تقني وبيداغوجي.
يذكر أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كان قد نوه باستحداث هذا القانون خلال مصادقة مجلس الوزراء عليه ، داعيا كافة قطاعات النشاط لاسيما المتعاملين الاقتصاديين الى المشاركة في ترقية تكوين و تمهين مهنيين أكثر نجاعة لصالح اقتصاد وطني تنافسي.
من جهته ، أوضح وزير التعليم والتكوين المهنيين محمد مباركي أن هذا القانون هو منهج تكوين يستجيب للمعايير الدولية وتعتمده الدول المتقدمة بشكل واسع ، مبرزا أن هذا النمط من التكوين يجري بنسبة 80 بالمائة في المؤسسات الاقتصادية أو لدى حرفي ومؤسسات التكوين المهني، مشيرا في نفس السياق الى أن هذا النمط من التكوين هو الأكثر ملائمة لاحتياجات المؤسسة وللتطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
وحسب احصائيات الوزارة فإن الجزائر تحوز على 1250 مؤسسة تكوينية ، و يسمح جهاز التكوين بالتكفل ب600.000 متربص في السنة، و قد تجاوز تعداد المتمهنين خلال الدخول التكويني لهذا الموسم ، 58 بالمائة من مجموع المتربصين المسجلين في القطاع، حسب نفس المصدر.