ظاهرة العنف المدرسي ليس لديها حدود، فقد شهدت نهاية الأسبوع المنقضي حادثا مأساويا يطرح أكثر من علامة استفهام، في وقت يجب فيه تكريم الأستاذ باعتباره قاطرة للتقدم و التربية و التعليم، فإذا بالأسرة التربوية و التعليمية بولاية تبسة، عاشت على وقع حادثة الاعتداء الذي تعرض له أستاذ بالتعليم الابتدائي بمدرسة زروالي محمد بمدينة الشريعة من طرف ولي تلميذة وشقيقها.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن الأستاذ الضحية “جدي ساعي” ، يعتبر عميد الأساتذة بالابتدائية، وقد أكد أنه تعرض للضرب المبرح واعتداء بالأسلحة البيضاء من طرف ولي تلميذة وابنه، بعد أن قاما باقتحام المؤسسة التربوية، ودون سابق إنذار منهما انهالا عليه وأشبعاه ضربا على مرآى من التلاميذ، دون أن يدري سبب الاعتداء التي تعرض له، قبل أن يكتشف أن ابنة الولي المعتدي كانت قد تعرضت لمنع أستاذ من الدخول لورشة الأشغال من طرف أستاذ آخر.
الحادثة كانت صدمتها عنيفة وسط التلاميذ الصغار الذين تفاجأوا بأستاذهم وهو طريح الأرض يتلقى الضربات باللكمات وبقضيب حديدي كان يحمله احد المعتدين، ما تسبب في إصابته بكسور وجروح خطيرة. قبل تدخل بعض زملائه من الأستاذة والطاقم التربوي بالابتدائية لنقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى، في حالة صحية حرجة وهو في شبه غيبوبة، بعد ما تلقى عدّة ضربات في أنحاء مختلفة من الجسم، لازالت آثارها على يديه ووجه ورأسه، وقد استفاد بموجبها من شهادة طبية من طرف الطبيب الشرعي تثبت عجزه عن العمل لمدّة 15 يوما.
الحادثة خلّفت حالة من الاستهجان والتذمر وسط العاملين في قطاع التربية بمدينة الشريعة وحتى أولياء التلاميذ لابتدائية زروالي محمد والذين استنكروا ما تعرض له الأستاذ “جدي ساعي” من طرف أحد أولياء التلاميذ، واعتبروا أن الأمر شاذ ولا يعبّر عن ما يكنه أولياء التلاميذ بالابتدائية من احترام لمعلمي أطفالهم، فيما توقف العاملون بالابتدائية أول أمس الخميس عن الدراسة، وشنّوا حركة احتجاجية عبروا من خلالها عن سخطهم مما تعرض له زميلهم من اعتداء، مؤكدين تضامنهم الواسع معه.
كما قام مدير التربية بالولاية بزيارة شخصية للأستاذ الضحية، وأكد له أن كل الإجراءات الإدارية والقانونية ستتخذ في حق المعتدين، لمنع تكرار مثل هذه السيناريوهات، في المؤسسات التربوية. وعلمنا أمس أنه وعلى إثر الشكوى التي تقدم بها الأستاذ “جدي ساعي” إلى مصالح الأمن بعد الاعتداء الذي تعرض له، فإن رجال الشرطة أوقفوا الأب وابنه وهما محل تحقيق في انتظار تقديمهما لاحقا أمام العدالة.