يوم أمس مند الصباح والإشاعات تصل إلينا إتباعا وبشكل سريع حتى أن البعض يقول داعش وصلت للبلاد نعم إنهم هنا فيسأله أحدهم كيف عرفت أنهم داعش فأجابه إنهم يخربون التماثيل كما خربوا تماثيل الحضارة البابلية وأشورية بالعراق وسوريا فيستغرب السائل ويطرح سؤال أخر وهل نحن عندنا تماثيل لحضارات قديمة فيجب نعم عدنا تماثيل تركها المستعمر ومنها تمثال عين الفوارة بسطيف والذي سبب إنشائه في وسط المدينة القديمة إلى أن الحاكم الفرنسي أزعجه وجود المصلين للوضوء في ذلك المكان صباحا من أجل صلاة الفجر و ذلك لتواجدها بالقرب من المسجد العتيق فجاءته فكرة وضع تمثال يخدش الحياء لمنع المصلين من التواجد في ذلك المكان فأجاب الأخر بما أن القضية فيها تمثال للمستعمرين والحركي إذن أنا متفق معك إنها داعش.
وبعدما لم يتقبل الشعب هذا الفيلم المخابراتي المفبرك و الغير محبوك رغم أن الشخص الذي قام بتخريب تم إلباسه جميع الإكسسوارات ليظهر آن هذا العمل من فعل جماعة ذات مرجعية دينية اتضح أن الأمر يتعلق بالمدعو ع.ع (34 سنة) المنحدر من منطقة بني وسین (شمال سطیف) و أنه مختل عقلیا. ولكن ما أعجبني في الأمر أن الدولة لم تتأخر فبسرعة البرق وضعة ميزانية كبيرة لتمثال يذكرننا كيف يهيننا المستعمر حيث قررت وزارة الثقافة وبالتنسيق مع والي ولاية سطيف التكفل السريع بترميم تمثال عين الفوارة بسطيف و أنها ستعتمد على خبرات أكاديمية قي مجال الترميم وبدراسات ثلاثية الأبعاد D3. وميزانية الترميم تدخل في مجال الفساد المالي والإداري الذي أصبح بمثابة سرطان ينخر معظم مفاصل المؤسسات الحكومية فالمبالغ التي تم هدرها والاستيلاء عليها طيلة السنوات الماضية تقدر بمئات المليارات. فالشعب استفاد فقط من (10%) من الميزانيات المالية التي تم تخصيصها إليه منذ عام 2000 وحتى الآن في حين تم الاستيلاء على الـ(%90) المتبقية بطرق ملتوية من قبل المخربين الكبار و الفاسدين بالمؤسسات الحكومية وذلك عن طريق هدرها وتحويل مبالغها إلى مشاريع وأموال لصالحهم.فمن منكم أيها المخربون الكبار أعطى للأرملة حقها فقفلت راجعة بعد إذراف الدمع بابتسامة عريضة وقد استعادت الأمل في الحياة؟ من منكم مسح دمعة اليتيم بعدما أحس بالوحدة بين الذئاب البشرية؟ من منكم التفت إلى ذلك العجوز القابع في إحدى أركان المدينة المنسية يقاوم شراسة الشتاء بلباس ممزق ؟ من منكم اشترى لحافاً صوفياً وغطى به جسداً مهملاً منسياً حفرت فيه الحياة أودية وأخاديد ؟ أيها المخربون من منكم ترك أريكته الدافئة وشارك الفقراء مرارة الشتاء وحرارة قيظ الصيف الحارق؟ من منكم أيها الغارقون في النعيم التفت ذات رمضان إلى جحافل المعوزين ورمى في حضنهم بضع تمرات وقليلا من ابتسامة حتى ولو كانت صفراء؟ أيها المخربون من منكم تسلح بالقناعة والإخلاص و حب الوطن فعاش ومات عاشقاً لترابه وهذا ديدن الشرفاء بهذه الأرض المباركة.
أيها المخربون ألا تخجلون من استغلالكم لمواقعكم ونفوذكم في نهب المال العام وظلم الناس بأقنعة مزيفه تدعون خلفها بالطهارة والأمانة و أنتم بعيدون كل البعد عن ذلك ! ألم تشبع بطونكم من المال الحرام ؟ فبأي وجه ستقابلون ملك الملوك العدل الحق ؟ وماذا ستقولون يوم لا ينفع مالاً ولا بنون ؟ هل ستجدون متحدثون رسميون يبررون أعمالكم المشينة من ظلم وفساد ونهب وخلافه كما كنتم في السابق ؟ كلوا ما شئتم واظلموا كيفما تريدون فو الله عند ربكم تختصمون.