تطرقت صحيفة “الغارديان” البريطانية في مقالها الافتتاحي لليوم للزيارة التي يقوم بها بابا الفاتيكان “فرانسيس” إلى بورما للحديث عن مأساة مسلمي الروهينغا، داعية البابا إلى تسمية الأمور بمسمياتها والحديث عن التطهير العرقي للمسلمين بعد أن كان قد أدانه في وقت سابق.
وأفادت الصحيفة :” كلا من البابا فرانسيس والزعيمة البورمية أنغ سان سو تشي، اللذين سيلتقيان اليوم الثلاثاء في عاصمة ميانمار يانغون، ينظر إليهما على أنهما من الزعماء الروحيين في العالم، كل بطريقته الخاصة: البابا بصفته ممثلا للسلطة الروحية الدينية الكاثوليكية، وسو تشي بموقفها من حقوق الإنسان في بلادها، الذي جعلها تخضع للإقامة الجبرية، وحصلت بسبب ذلك على جائزة نوبل للسلام، لكن لقاءهما لن يكون مريحا، ما دام سيذكر بواقع هيمنة السلطات السياسية ومحدودية السلطة الأخلاقية”، مضيفة :” منذ وصول حزب سو تشي إلى السلطة العام الماضي وهي تقف على رأس حملة تطهير عرقي وحشية ضد مسلمي الروهينغا في منطقة الساحل الشمالي الشرقي لميانمار، أدت إلى فرار مئات الآلاف منهم إلى معسكرات لجوء في بنغلاديش، التي سيزورها البابا في وقت لاحق هذا الأسبوع”.
وتابعت الصحيفة ذاتها :” تلك الحملة لطخت سمعة سو تشي بشكل لا يمكن تنظيفها أبدا، ما دعا الكثيرين للمطالبة بتجريدها من جائزة نوبل التي منحت لها، في حين يرى المدافعون عنها أنها ليست في موقع يمنحها سلطة لإيقاف هذه الحملة أو حتى إدانتها علنيا، ما دام الجيش ومليشيا بوذية مسلحة هما المسؤولان عن ارتكاب الفظائع فيها، وهي لا تمتلك أي سلطة مؤثرة على أي منهما”، مشددة :” الجانب الرهيب في هذا كل يتمثل في أن الحملة ضد المسلمين تحظى بتأييد شعبي في ميانمار، ونجحت في تهميش الروهينغا وتجريدهم من الجنسية، بل وحتى من حق استخدام أسمائهم”.
وقالت “الغارديان” :” رئيس الكنيسة الكاثوليكية في ميانمار، الكاردينال تشارلز بو، الذي عينه البابا فرانسيس نفسه عام 2015، دعاه بشكل علني بألا يستخدام مصطلح (روهينغا) خلال زيارته، بعد أن هددت المليشيا البوذية بالانتقام إذا قام البابا بذلك، وهو تهديد، لا يمكن الاستخفاف به في بلد يشكل فيه المسيحيون الكاثوليك أقلية ضئيلة، لا تتجاوز نسبتها 2 في المئة من سكان البلاد”، لافتة :” البابا يرفض الاستسلام لهذا الضغط، وقد استخدم مرارا مصطلح روهينغا هذا العام، واصفا هذه المجموعة التي تتعرض إلى اضطهاد ديني بـ”الإخوة والأخوات”.
وختم التقرير البريطاني بالقول :” هناك أي شيء يمكن للدبلوماسية الخاصة تحقيقه، فالبرنامج الرسمي لهذه الزيارة غير حافل، ما يعني أن هناك عددا من اللقاأت الخاصة، ولو كان لها أثر فلن يتم الإعلان عنها، لكن الزيارة تمنحه أيضا فرصة غير عادية لإظهار، من خلال أقواله وأفعاله، أن الزعامة الروحية لا تحتاج إلى الضلوع في شيطنة غير المؤمنين، بل إلى الاعتراف بإنسانيتهم وتذكيرهم بها”.