اعتبرت صحيفة “باييس” الاسبانية أن التفجير الأخير الذي عرفته مصر بشبه جزيرة سيناء، تبين عجز نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي عن ضبط الأمن ومكافحة الارهاب رغم القمع الشديد الذي يمارسه في المجال السياسي ضد المعارضين من جميع التيارات وخصوصا مدينة السويس التي تورط فيها جنود الجيش في تعذيب مجموعة من شباب الساكنة أكثر من مرة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها :” شبه جزيرة سيناء تحمل خصائص تاريخية وجغرافية وتضاريس خاصة، جعلتها نقطة ساخنة للغاية منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي خلال سنة 2013″، مستطردة :” والآن، بعد أكثر من أربع سنوات من اعتماد الجيش المصري على سياسة الأرض المحروقة، وارتكابه لعمليات تصفية خارج إطار القضاء، وفرضه لمناطق عسكرية مغلقة وإخلائها من سكانها، لا يبدو أن التمرد والأنشطة المسلحة في هذه المنطقة في تراجع، حيث يواصل تنظيم الدولة في ولاية سيناء تحركه حاصدا مئات الضحايا”.
وأكدت “الباييس” :” مساحة سيناء شاسعة جدا وتبلغ 58 ألف كيلومتر مربع، أي أنها أكبر من بعض الدول مثل كوستاريكا، إلا أن منطقة الجبال والتضاريس الوعرة التي تتركز فيها الهجمات ليست كبيرة، فتلك المنطقة لا يزيد طولها عن 100 كيلومتر، وتقع قرب قطاع غزة”، مبينة :” الهجمات ضد القوات الأمنية في هذه المنطقة باتت أمرا متكررا، ومنذ سنة 2013 تسببت في موت المئات من عناصر الجيش والشرطة، وبسبب هذا الصراع أيضا، قتل الجيش وتنظيم الدولة عددا كبيرا من المدنيين من السكان المحليين. وخلال السنوات الماضية، ظلت مدن وقرى مثل العريش والشيخ زويد تعيش تحت حظر التجوال، إلى جانب القيام بقطع الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت، وهو ما يؤكد أن سيناء باتت منطقة حرب حقيقية”.
وعلق التقرير الاسباني على هذا الأمر بالقول :” هذه الأوضاع مثلت ذريعة للنظام المصري لفرض تعتيم إعلامي كامل على ما يحدث في سيناء، ومنع دخول الصحفيين وخاصة الأجانب منهم. وفي ظل هذا التعتيم، أصبح من الصعب التأكد من حقيقة ما يجري على أرض الواقع، ولم يعد هناك مصدر سوى الرواية الرسمية للنظام الحاكم حول عدد الضحايا خلال كل هجمة، والعمليات التي يقول الجيش إنه يشنها ضد الإرهاب”، مستدركة :” في المقابل، تحذر أغلب التقارير الصحفية وآراء مراكز الدراسات المستقلة من حالة الاحتقان في قنوات التواصل بين السكان والدولة، في ظل دوامة العنف المتواصلة. والجدير بالذكر أن أغلب السكان الأصليين لسيناء هم من البدو، الذين عانوا لسنوات طويلة من التهميش من قبل الدولة، بسبب المركزية الإدارية، وأسلوب عيش البدو وثقافتهم، وغياب الثقة بين الطرفين”.
واعتبرت “البايييس” أن هذه الظروف هي التي تعيشها سيناء هي التي جعلت التنظيمات الارهابية تنتشر بشكل كبير، مفيدة :” الانقلاب الذي نفذه السيسي أشعل النار في سيناء، وحول مجموعات صغيرة من الشباب البدو إلى حركة تمرد حقيقية بعد وصول أعداد من المقاتلين المتمرسين المنتمين لتنظيمات متطرفة إلى المنطقة. وقد تحالفت بعض هذه المجموعة لتشكيل تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي أعلن في سنة 2014 ولاءه لتنظيم الدولة، وأعلن عن تسمية شبه الجزيرة “ولاية سيناء””.