أفاد ديفد هيرست، الصحفي البريطاني الشهير، أن عدد المعتقلين في المملكة العربية السعودية، تجاوز 500 شخص، فيما تم التحقيق مع أضعاف هذا العدد، الأمر الذي يعتبر سابقة حقيقية في تاريخ المملكة العربية السعودية.
وقال هيرست، في التقرير الذي نشره على موقع “ميدل إيست آي” :”بإمكان موقع ميدل إيست آي الكشف عن أن بعض الشخصيات التي اعتقلت في حملة التطهير التي شنت داخل المملكة العربية السعودية السبت الماضي، تعرضت للضرب والتعذيب في أثناء توقيفها أو خلال ما تلا ذلك من استجواب، ونالها من التنكيل الشديد ما استوجب نقلها إلى المستشفى للعلاج، وصرحت مصادر داخل الديوان الملكي لموقع ميدل إيست آي بأن حجم القمع، الذي شمل اعتقالات جديدة كل يوم، أكبر بكثير مما تعترف به السلطات السعودية، حيث تجاوز عدد المعتقلين خمسمائة شخص، وبلغ عدد الذين حقق معهم ضعف ذلك العدد”، مضيفا :” ويذكر أن أفرادا من العائلة الملكية الحاكمة وعددا من وزراء الحكومة وكبار رجال الأعمال، وقعوا في شباك الموجة المفاجئة من الاعتقالات التي أمر بها ولي العهد محمد بن سلمان باسم مكافحة الفساد”، مستدركا :” إلا أن بعض، وليس جميع، الشخصيات الكبيرة التي أوقفت عوملت دون غيرها بوحشية شديدة وتكبدت جراحا في مختلف أنحاء البدن تحت وطأة ألوان من التعذيب التقليدي. إلا أن وجوههم لم تصب بجراح حتى لا تظهر عليهم بعد أن يظهروا للعلن لاحقا أي علامات تدل على التعذيب والامتهان الذي تعرضوا له”.
وأكد التقرير :” تعرض بعض المعتقلين للتعذيب حتى يكشفوا عن تفاصيل حساباتهم البنكية. ولحماية مصادره لن يتمكن موقع ميدل إيست آي من الكشف عن معلومات تفصيلية الطريق غير الأخلاقية التي تعرض لها هؤلاء”، مضيفا :” تسود حالة من الذعر في العاصمة السعودية، الرياض، وخاصة في أوساط الشخصيات التي كانت تحسب على نظام الراحل الملك عبد الله الذي توفي عام 2015، وذلك بسبب حملة التطهير التي تشن منذ السبت الماضي، التي جاءت بعد حملة سبقتها استهدفت عددا من رجال الدين المسلمين والكتاب والاقتصاديين والشخصيات العامة”.
وشددت “ميدل إيست آي” :”يخشى كثيرون أن يكون وراء هذه الخطوات القمعية تحرك لمحمد بن سلمان بهدف سحق جميع منافسيه ومعارضيه داخل وخارج العائلة السعودية، قبل أن يحل محل والده البالغ من العمر واحدا وثمانين عاما”، مشيرا :” انتشرت أنباء أنه أطلق مساء الأربعاء سراح سبعة من الأمراء كانوا محتجزين في فندق ريتز كارلتون في الرياض منذ أن أوقفوا السبت الماضي. ولكن حسب مصادر ميدل إيست آي تم نقل الأمراء إلى قصر الملك”.
وأفاد هيرست :” أما محمد بن نايف، ابن عم ولي العهد، الذي مازال تحت الإقامة الجبرية، فقد جمدت أرصدته حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء. كما تم إيقاف أبناء سلطان بن عبد العزيز وجمدت أرصدتهم وممتلكاتهم”، مشيرا :” ومن أشهر أبناء سلطان الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في واشنطن ونديم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش”.
وختم الصحفي الشهير تقريره بالقول :” حتى وقت قريب، استخدمت المملكة العربية السعودية الفوضى كسياسة في جوارها القريب، سواء في العراق أو في سوريا أو في اليمن. لكنها الآن تطبق نظرية الفوضى في الداخل، ولا أحد يدري على وجه التأكيد، ولا حتى الأمير نفسه، إلى أين ستؤول الأمور بعد ذلك “، مضيفا :” قام الاستقرار في المملكة على ثلاثة أعمدة: وحدة عائلة آل سعود، والشخصية الإسلامية للدولة، وطبقة رجال الأعمال المزدهرة والموالية للحكم. أما الآن، وقد تعرضت الأعمدة الثلاثة للتقويض بشكل آني ومتزامن، فقد تعاظم الخطر المحدق بالمملكة وبات احتمال انهيارها وغرقها في الرمال كبيرا جدا”.