أفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطانية أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لا يحارب الفساد كما يعلن عن ذلك عندما اعتقال الأمراء السعوديين، لأنه يحاول بناء مجد شخصي جديد، ويتخلص من جميع المعارضين المفترضين.
وقال الموقع البريطاني :” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يخدع الناس بترويجه أن الاعتقالات التي طالت أمراء ووزاء سابقين تهدف لمحاربة الفساد”، معنونة :” ما يجري في المملكة العربية السعودية نزاع سياسي على العرش وليس مجهودا لمكافحة الفساد”.
وواصلت الصحيفة ذاتها :” محاولات ابن سلمان ترويج الأمر منذ البداية على أنه حملة ضد الفساد، إذ وصف في مقطع فيديو قصير انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي السعودية في الأسبوع الماضي، حملته على الفساد قائلا: “أتعهد لك بأن كل شخص متورط في الفساد لن يفلت، سواء كان أميرا أو وزيرا أو أي أحد”، مشددة :” صدر مرسوم ملكي بتأسيس “هيئة عليا” للتحقيق في الفساد. وبعد ساعات قليلة، شُنت حملة اعتقالات ضخمة أخذت البلاد على حين غرة”.
وواصل الموقع البريطاني “: ما يجري “تضور شديد للسلطة، وتنافس محموم على العرش، يصور على أنه حملة ضد الفساد”، مشيرا :” لو كان محمد بن سلمان رجل مبادئ، لكان يتوجب عليه أن يكشف عن ثروته الشخصية وثروة والده الملك سلمان، وثروات باقي أفراد عائلته المباشرين (أشقائه وشقيقاته)”، مؤكدا :” الملك سلمان نفسه وجهت له كثيرا تهم بالفساد من أفراد في العائلة السعودية الحاكمة، ومنهم الأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن الذي أشار بشكل غير مباشر في العديد من مقاطع الفيديو التي انتشرت له على “يوتيوب” إلى تهم الفساد الموجهة ضد سلمان نفسه، بما في ذلك إساءة استخدام المال العام”.
وأوردت المصادر ذاتها :” يقال إن محمد بن سلمان اشترى قاربا ثمنه مئات عدة من ملايين الجنيهات الإسترلينية. أضف إلى ذلك ما يزيد على تريليون ريال سعودي (أي ما يقرب من 300 مليار دولار أمريكي) فقدت من خزينة الدولة بعد أن استلم هو ووالده مقاليد الأمور في البلاد”، معتبرا :” من تم اعتقالهم كانوا يعدون بالنسبة لابن سلمان تهديدا، وقال: “بينما يسعى ولي العهد البالغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً إلى تقديم نفسه للجمهور السعودي وللغرب على أنه يقود تغييرا إيجابيا حقيقيا في البلاد، إلا أن نظرة فاحصة عن كثب تثبت أن الأمراء والوزراء الذين أقالهم واعتقلهم إنما فعل بهم ذلك محمد بن سلمان لأنه يراهم مصدر تهديد لطموحه في أن يصبح الملك القادم”.
وواصل “ميدل إيست آي” ضاربا مثالا :” الأمير الوليد بن طلال، الذي قال إنه توسم في نفسه الترشح للمنصب الأعلى في البلاد، وينقل عنه أنه قال إنه “يتحرق شوقا لأن يصبح ملكا”، موردا :” اعتقال إبراهيم العساف، وزير المالية السابق، كان بالنسبة لمحمد بن سلمان امتدادا لنفوذ الوليد، خاصة بعد أن بات مرتبطا به من خلال المصاهرة، حيث إن ابن الوليد، الأمير خالد بن الوليد، تزوج شقيقة العساف”.
وشدد الموقع :”الأمر ذاته ينطبق على رجال الأعمال الآخرين، ومنهم صالح كامل، الذي وإن لم يكن يطمح في ترشيح نفسه للمنصب الأعلى، إلا أنه يعد ممن ينتمون إلى معسكر الأمير نايف وأبنائه، بما في ذلك ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف”، مشيرا :” أما صالح كامل يشغل لهم أموالهم ويستثمرها نيابة عنهم”.