تعاني بلادنا في ظل النظام القائم من أزمة اقتصادية طاحنة دعت البنك الدولي وعدت منظمات اقتصادية عالمية لعنونة تقارير لها بـ” الجزائر تسير إلى الهاوية”فالحكومة تطالبنا بشد الحزام ولا تعلم أننا اضطرنا لبيع الحزام نفسه بسبب الفقر وهي مازالت تقيم المؤتمرات والفعاليات و برعايتها في هذا الظرف الصعب أفلا يمثل هذا شكلا من أشكال الفساد وهدر المال العام مع الأسف الشديد لم نلمس أو نر أي نتائج ايجابية لمسيرة إدارة البلد بالاتجاه الصحيح لخدمة الشعب و أن الظرف الاقتصادي الاستثنائي الصعب والأزمة المالية وانخفاض أسعار النفط وضعف قدرة الدولة على خدمة المواطنين لا تسمح بإقامة مثل هذه الفعاليات والتي لا تتماشى مع مطالبة الحكومة بالتقشف.
الحكومة تحاول سد عجزها من خلال إضافة الضرائب على المواطن والموظف وإجراء تقليصات على رواتبهم برفع شعارات تتعلق بإجراءات تقشفية تصل لإقصاء ألاف الموظفين من عملهم بطرق مختلفة ووقف التعيينات لخمس سنوات دون النظر لزيادة البطالة وفق توصيات أحد الوزراء ممن لديه ملف فساد.إن التقشف يجب أن يبدأ بالوزراء ومصاريف الحكومة من حيث السفريات نوع (درجة أولى أو رجال الأعمال) وكذلك السيارات للوزراء والمكافآت للكثير المسؤولين آخرها دفع 10000 دولار تحت بند مكافأة لعدد من المديرين العامين الكبار إضافة إلى الكثير من الامتيازات وفواتير الهواتف المفتوحة للوزراء وهذا هو التقشف الجزائري في المقابل قام الحزب الشيوعي الحاكم في الصين هذا الأسبوع بمنع المشاركون في مؤتمر كن الاستفادة من الفاكهة المجانية في غرفهم الفندقية ولن يحصلوا على حلاقة شعر مجانية ولا جمبري في طعامهم وعليهم أن يتوقعوا معاملة تقشفية تتماشى مع تعهدات الرئيس شي جين بينغ بالقضاء على الفساد والإسراف. ويأتي ذلك في إطار مساعي الرئيس شي لمحاربة الفساد المستشري لضمان عدم ظهور المسؤولين وهم يسيئون استغلال مناصبهم ويهدرون المال العام بعد سلسلة من الفضائح التي تورط فيها موظفون يعيشون بأسلوب مترف مما أثار غضب الرأي العام.ويقود شي رئيس البلاد بنفسه جهود الترويج لطرق العيش البسيطة إذ تعرض وسائل الإعلام الرسمية بشكل متكرر الطعام البسيط الذي يتناوله عندما يتنقل في أنحاء البلاد.
الحملات الحكومية الداعية للتقشف والترشيد تبقى شعارات للاستهلاك المحلي وغير مجدية على أرض الواقع لأن ما تقوم به الحكومة مثل الشخص الذي يحمل سيجارة في يده ويطلب من الناس الإقلاع على التدخين لذلك على الحكومة أولا أن تبدأ بالتقشف وتنقص من المهرجانات التافهة والمؤتمرات الفاشلة وأن تعمل على إعادة توزيع الثروات بشكل عادل على المواطنين قبل أن تدعو المواطنين للتقشف.