قال حسين قزاز، مستشار الرئيس المصري المعزول إن النظام المصري الحالي بزعامة عبد الفتاح السيسي سيهدم نفسه بنفس الطريقة التي بنى بيها نفسه.
وأفاد القزاز في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” المنظومة الموجودة حاليا سواء في مصر أو المنطقة العربية، لا تزال مبنية على الأدوار التقليدية للأنظمة القديمة منذ قدوم الاستعمار إلى بلادنا، وهذه الأدوار لم تعد قادرة على تحقيق الحد الأدنى من الأدوار التي يجب على الدول القيام بها تجاه شعوبها”، مضيفا :” بلد فيه 100 مليون مواطن لا يمكن أن يسيروا جميعهم في ركب منظومة مبنية على القهر والمؤسسات الفوقية وإهدار مقدراتها، ويعيشون حياة بلا معنى، ولن تستطيع هذه المنظومة مواجهة هذه الملايين عندما تنهار الحياة في المجتمع بشكل كامل، ولا يمكن أن يبنى المجتمع على حالة قمع مستمرة إلى الأبد”.
وحول الوضع الحالي في مصر، علق مستشار مرسي :” أظن أنه علينا قراءة الثورات العربية قراءة دقيقة، لأنها كانت إيذانا بأن منظومة الحياة الموجودة قبل اندلاع هذه الثورات غير قابلة للاستمرار، لا على مستوى الدولة، ولا على مستوى المجتمع، ورغم ذلك فكثير من الأنظمة الحالية سواء في مصر أو غير من بلدان المنطقة، تستدعي أسوأ ما كان موجودا في فترة ما قبل الثورات بل وترسخه، وهذا ليس منطقيا أن يستمر، لأن الثورات قالت إن تلك المعادلة الحياتية لم تعد قابلة للاستمرار”، مؤكدا :” يمكنك ترسيخ منظومة أمنية وجهاز بيروقراطي خاص بك، لكن إذا كنت تقرأ التغيرات السياسية والمجتمعية بمنظور تاريخي تدرك أنك تقوم بمغامرة خطيرة، لأنك تضع الشعوب أمام اختيارات ليست سهلة لا على المستوى المحلي (على صعيدي الدولة والمجتمع ) ولا على المستوى الإقليمي الذي يشهد تغيرات مدهشة جدا، والمنطقة كلها في حالة تغير ضخم جدا، ومن يسير ضد معادلة التاريخ ويضغط في عكس الاتجاه لن يستمر كثيرا حتى لو بقى بعض الوقت، فالثورات قامت من أجل الحرية وأنت تكبت الحريات أكثر، وقامت من أجل هوية الأمة وأنت الآن تطمس تلك الهوية، وقامت كذلك من أجل مصالحها الشعوب الحياتية وأنت أيضا تضغط بشكل غير مسبوق على تلك المصالح، فماذا تنظر في النهاية؟”.
وأقر القزاز أن توقع الطريقة التي سيكون بها التغيير جد صعب، مشددا :” هذا أمر صعب على أي شخص توقعه، كما لم يكن أحد يتوقع اندلاع الثورات العربية بهذا الشكل، لكن ما يمكن توقعه أن هذا الوضع لن يستمر طويلا، لأن حركة التغير التاريخي ليست قاصرة عليه فقط، والشعب لن يظل على هذه الحالة كثيرا، فهناك شباب جدد يتشكل داخلهم أمور جديدة نتيجة ما يشاهدونه من أحداث مختلفة من مشاهد القمع وخلافه، ومثل عليا تتساقط، ومثل عليا أخرى تتشكل.. وهكذا، ومن أوصل المجتمع لحالة الثورة ليس قمع أو قهر النظام الحاكم وحده، بل لأن المجتمع في أجزاء قليلة من حياته بدأ بالفعل يتفكك تفككات خطيرة”.