اعتبر وضاح خنفر، المدير السابق لقناة الجيزهر القطرية، ومؤسس منتدى الشرق أن الاعلام العربي وبشكل واسع جدا، يمارس بعض الجرائم التي يعاقب عليها القانون كفبركة الأخبار وبث الكراهية والدعوة إلى قتل المخالفين
وقال خنفر في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” الإعلام في العالم العربي الآن لا يعيش أزهى حالاته. فالإعلام العربي للأسف الشديد؛ اختطف مرة ثانية من الدولة، وأصبحت الدول تمارس الدعايا السياسية في أقصى حالاتها وتدخلت في صياغة ليس فقط الآراء بل حتى الأخبار. فعندنا أخبار مفبركة بكميات هائلة، وهذا سيفقد الناس في العالم العربي ثقتهم في مصداقية الإعلام. وأعتقد أن هذا أثر سلبي جدا، وليس إيجابيا على الإطلاق. وأتمنى أن يعود الصحفيون الأحرار مرة ثانية للتركيز على القيمة الصحفية ويقاتلوا من أجل الحفاظ على المهنية الإعلامية”، مضيفا :” أتمنى أن تفهم الدول أنه كلما ضللت شعوبها كلما انعكس ذلك سلبا عليها، وانتشار نظرية المؤامرة والإشاعة التي لا تؤدي إلى خير. بل حاولت أنظمة عربية سابقة أن تفعل ذلك من قبل، فكانت نتيحتها الربيع العربي والثورات العربية.. وبالتالي فاحتكار الإعلام ومصادرة حق الإعلاميين المهنيين؛ حقيقة يأتي بأثر سلبي وليس إيجابيا على المدى البعيد”
وواصل المتحدث نفسه :” ء أعتقد أن هناك جرائم ترتكب أحيانا. فالحث والتحريض على القتل؛ جريمة، سواء قام بها من يسمي نفسه صحفيا أو قام بها أي شخص آخر، وأعتقد أنها لا تنتمي إلى عالم الصحافة ولا عالم الرأي، وإنما تنتمي إلى عالم الجريمة التي توجد قوانين تعاقب عليها”
وتطرق المتحدث نفسه، ومدير موقع “هافينغتون بوست” عربي لموضوع الأزمة الخليجية إذ أفاد :” عتقد أن الأزمة الخليجية الأخيرة أيضا تؤدي إلى حالة من الارتباك، وأعتقد أن الحروب الإعلامية التي طالت كثيرا من القيم.. قيم القربى وقيم صلات الرحم والعلاقات الإنسانية والاجتماعية، كان لها تأثير مدمر، وينبغي أن نتعلم كيف نعزل خصوماتنا السياسية عن واقعنا الاجتماعي وواقعنا الإنساني؛ لأن في ذلك ذخيرة لمجتمعاتنا وشعوبنا. نحن لسنا أمة الفرد فقط، ولكننا أمة الفرد والجماعة. وإن ما يحدث الآن هو قطع للأرحام وهو خطير جدا.. وأعتقد أن هذا دليل على المرض الأعمق، وهو خواء السياسات والاستراتيجية العربية من التفكير بشيء أسمى وأعلى من الخصومات التي تؤدي إلى حالة من الحصار المعيب”، معتبرا أن انعكاس هذه الأزمة سيلمس الشباب، إذ أفاد :” ذلك للأسف يؤدي لانشغال الشباب في كثير من الأحيان. وأعتقد أن ظاهرة منصات السوشيال ميديا (التواصل الاجتماعي) أدت إلى مشاكل كبيرة في بعض الأحيان، في أن الأولويات اختلطت. فأحيانا تكون هناك جوانب إيجابية للأزمة، وهي الانشغال السياسي، وهناك نوع من الجوانب السلبية والمتعلقة بالتركيز على قضايا الخصومات والإشاعات، وأحيانا الأكاذيب، التي تنشرها حسابات تكون محسوبة على بروباغاندا دول معينة، والله أعلم”.