تطرقت تقارير صحيفة روسية للزيارة المهمة التي سيقوم بها الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية إلى روسيا، والتي من المنتظر أن تشهد طرحا لعدد من القضايا الشائكة التي تخص الطرفين، ومن بينها بطبيعة الحال القضية السورية
وقالت صحيفة “أور آسيا دايلي” في تقرير لها حول هذه الزيارة التاريخية :” لتقارب السعودي الروسي ذو طابع ظرفي، فمن غير المرجح أن تؤدي هذه الزيارة إلى تغييرات حقيقية على مستوى العلاقات الثنائية في أي مجال من مجالات التعاون. وعلى الرغم من إعراب كلا الطرفين عن رغبتهم في دخول مستويات جديدة من التبادل المشترك، إلا أن ذلك يظل مجرد نوايا لا أكثر”، مضيفة :” زيارة العاهل السعودي إلى موسكو؛ تحظى بأهمية سياسية كبيرة، كما أنها ذات طابع مميز. في المقابل، يبقى صانع القرار الرئيسي والأقوى في السعودية، الأمير الشاب وولي العهد، محمد بن سلمان، البالغ من العمر 32 سنة، لذلك من المتوقع أن يعمل على إضفاء روح جديدة على العلاقات الروسية السعودية”، معلقة :” الجدير بالذكر أنه وعقب منتدى سانت بطرسبرغ سنة 2015، عُقدت ثلاثة اجتماعات، جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابن سلمان. وكان اللقاء الأخير في مايو الماضي في موسكو”
وتابع التقرير :” العامل الرئيسي وراء تدني مستوى الاتصالات الدبلوماسية بين السعودية وروسيا يتمثل في رفض الرياض للتدخل الروسي في سوريا. فخلال الأشهر الأولى من انطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا في 30 من سبتمبر سنة 2015، لم تتوان المملكة عن توجيه العديد من الانتقادات لموسكو، في حين نادت بمقاطعتها دبلوماسيا. كما وصفت الرياض سابقا؛ الدور الروسي في الصراع السوري بـ”المدمر”، مؤكدة :” التعاون الوثيق بين روسيا وإيران، فيما يتعلق بالشأن السوري، قد أدى إلى اهتزاز ثقة السعودية تجاه الكرملين. وفي الأثناء، تشكل كل من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل ثقلا استراتيجيا ضد إيران التي تجمعها علاقات متنامية مع روسيا في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، أقدمت روسيا على بناء محطة للطاقة النووية على الأراضي الإيرانية، كما زودت طهران بنظام الدفاع الصاروخي “إس 300”.
وأشارت “أور آسيا دايلي” إلى التغير الذي طرأ على الموقف السعودي من الإبقاء أو الإطاحة ببشار الأسد، مفيدة :” على الرغم من أن استياء الرياض من روسيا، يعود إلى التقارب الروسي الإيراني إلى جانب دعم نظام بشار الأسد، إلا أنه، في الوقت الراهن لم تعد الرياض مصرة على ضرورة الإطاحة بالأسد من السلطة، إلا أنها ترفض التهاون في موقفها المعادي لإيران، حيث تعتبرها أحد أسباب زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”، موردة :” زيارة الملك سلمان إلى روسيا تحظى باهتمام كبير من قبل السلطات الإيرانية، حيث سيقوم الملك السعودي وابنه؛ بإبرام اتفاقيات أولية واسعة النطاق وعقود هامة مع روسيا في سبيل إثارة قلق إيران، لا غير. في المقابل، وباستثناء الوعود السخية بتوقيع عقود عسكرية واعدة مع موسكو، علاوة على ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد الروسي، لم يحدث أي شيء في السابق على أرض الواقع. وفي ظل اقتراب موعد الزيارة، تعتبر موسكو أنه قد حان الوقت للانتقال من مستوى الأقوال إلى الأفعال”، مشيرة :” المجال الوحيد الذي كان فيه التعاون بين الرياض وموسكو إيجابيا تمثل في مسألة الاتفاق الدولي للتخفيض من إنتاج النفط. ووفقا لما أكده الخبراء، قد تحاول روسيا والسعودية باعتبارهما أكبر منتجي النفط في العالم، البحث عن مجالات جديدة للتعاون المشترك”.