لماذا يعيش أبناء المسؤولين في ترف بينما يجوع أبناء المواطنين؟ لماذا يتم تسليط الأضواء على أبناء المسؤولين بينما يُهمش كل من لا ينتمي إلى طبقة السراقة الكبار؟ لو تم توزيع البؤس بالتساوي على كل المواطنين لقلنا إن هذا هو القدر المكتوب وأن الصبر الجميل من شيم الرجال وبه تعرف المروءة لكننا في حالنا هذا لن نجد إلى الصبر سبيلا وقد قطع الظلم كل الطرق المؤدية إليه ونصب الفساد الكمائن والحواجز مانعًا إيانا من الوصول إليه فقد صدق من قال أن شعبنا ظاهرة صوتية فقط.
بينما ثم غلق 12 ألف مطعم مدرسي وتم تجويع أبنائنا فلذة أكبادنا فإن أبناء المسؤولين في الجزائر يحرصون على نشر صور من يومياتهم عبر حساباتهم في انستغرام وذلك لإظهار حياة الترف التي يعيشونها واللافت أنّ أبناء المسؤولين ينشرون صوراً لمنازلهم الفخمة الخاصّة بأيام العطلة بالإضافة إلى صور سياراتهم الرائعة وموائد أكلهم العامرة بأفخم وأشهى المأكولات ومن هنا يتساءل مواطنون وهم مستاءون من صور أبناء المسؤولين وهم مجتمعون حول طعام وشراب حول مغزى بث تلك الصور التي تحمل أجواء ترف مفرط في وقت يعيش فيه الزواولة العنف والفقر والجوع والبرد.إذ يتساءل مواطنون عن معنى ذلك في الوقت الذي يعاني فيه ملايين المواطنين من الجوع والحرمان ولم يجد الكثير من الجزائريين تفسيرًا لقيام أبناء المسؤولين بعرض الطعام والشراب في سفرياتهم دائمًا وعرضها في وسائل التواصل الاجتماعي غير عدم الإحساس بما يعانيه الفقراء من ظروف قاسية معربين عن حزنهم لعدم احترام أبناء المسؤولين لمشاعر ملايين الزواولة وغضبهم من هذه الظاهرة التي يفتخر بها هؤلاء بأنهم السباقون في ابتكارها والتي تؤكد شغفهم بالطعام والشراب أكثر من رغبتهم هم وأبائهم في التفكير بحل معضلات بلدهم. فأبناء المسؤولين خلقوا ضجة كبيرة قبل سنوات في عز بداية الأزمة المالية عندما أفاد رئيس الفيدرالية الأوروبية للجمعيات الجزائرية كمال كشِّيدة بأن المعلومات الرسمية المتوفرة لديه تؤكد على أن أبناء المسؤولين قد تمكنوا من اقتناء 3 آلاف و500 مسكن في إسبانيا بين شقة وفيلا وبأسعار تتراوح من 35 ألف إلى 250 و300 ألف أورو بسبب الأزمة التي تمر بها إسبانيا في ذلك الوقت والتي أدت إلى انهيار أسعار العقار وقال إن أغلب الأشخاص الذين تمكنوا من اقتناء الفيلات خمس نجوم بها مسابح وكافة المرافق الأخرى التي تضمن عيشة الرفاهية هم أبناء لوزراء وكبار المسؤولين مؤكدا أن سعر الفيلا الواحدة يصل إلى 300 ألف أورو.
لقد صرف أبناء المسؤولين تقريبا مليار دولار في اسبانيا فقط وفي ذلك العام أي 2014 بدأت الأزمة الاقتصادية تنخر البلاد وأعلن عن تهريب ملايير نحو الخارج ودائما الفاعل يكون x مجهول رغم أن جميع المواطنين يعرفون أن من يسرق هو نفسه من يدعي حماية الوطن اقتلونا وجوعونا ما دمنا نرضى بالذل.