قامت صحيفة “ووول ستريت جورنال” بنشر تقرير مهم تحدثت فيه المنافسة التي انطلقت بين المتصارعين في سوريا، بعد اندحار تنظيم الدولة المعروف بداعش، خصوصا بين القوات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية والقوات المدعومة من روسيا والتي تقاتل مع النظام السوري بشكل أساسي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها :” كلا الطرفين يحاول تعزيز موقفه قبل مفاوضات ما بعد الحرب، لافتا إلى أن التنافس على الأرض يظهر جليا في دير الزور الغنية بالنفط، وهي المنطقة التي قاتل تنظيم الدولة فيها من أجل المحافظة على دخله من النفط، وللحفاظ على ما تبقى من مساحات تحت سيطرته”، مذكرة :” حكومة النظام السوري، التي تدعمها روسيا وإيران في موارد دير الزور، ترغب في إصلاح اقتصادها المحطم، وإعادة ملء خزينتها بتصدير النفط، مشيرة إلى أن ذلك قد يساعد أيضا طهران على شق طريق بري إلى بيروت لدعم حلفائها اللبنانيين”.
وواصل التقرير :”القوات التي تدعمها أمريكا يقودها الأكراد وتحارب تنظيم الدولة أيضا، إلا أن مقاتليها يخشون من خسارة الأرض للنظام السوري، حيث يريد قادة الأكراد استخدام ثراء المحافظة ورقة تفاوض ليحصلوا على استقلال ذاتي أكبر في سوريا”، ناقلة عن ديبلوماسي غربي خبير بالمنطقة قوله :” يحاول الأكراد الحصول على ما يتمكنون من أوراق ضغط في أيديهم؛ تحضيرا للوقت الذي يجلس فيه الجميع حول الطاولة للعبة الكبيرة، الأوراق التي سينظر الجميع إليها في الوقت الذي يجلسون فيه حول الطاولة، ويتساءلون من يملك أكثر الأوراق ويمكنه أن يطلب الحصة الكبرى”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية :” مع وجود هذه المجموعات المختلفة من المقاتلين وهم يطبقون على دير الزور، تقاتل القوات التي تدعمها أمريكا وتلك التي تدعمها روسيا على مسافة أميال من بعضهما أحيانا، وهو ما يزيد الخطورة من خطوات خاطئة قد توتر الوضع”، منوهة :” القوات الروسية قامت يوم السبت بمهاجمة منطقة في دير الزور شرق الفرات، حيث يعرفون أن هناك قوات من التحالف الذي تقوده أمريكا وقوات الجيش الحر، بحسب تصريح للجيش الأمريكي، لافتة إلى أن الضربة أضرت بعدد من أفراد قوات سوريا الديمقراطية، بحسب بيان من التحالف الذي تقوده أمريكا، وقال البيان إن أمريكا ستسعى للحوار مع روسيا؛ لتجنب نشوب صراعات مستقبلية”.
وأكد المصدر نفسه :” خطط واشنطن في سوريا غير واضحة، وتفتقر إلى الأهداف الاستراتيجية بعد طرد تنظيم الدولة من الرقة”، مفيدة عن دبلوماسي غربي قوله :” أمريكا تعرف ماذا تفعل على المدى القريب.. أولا الرقة وبعد ذلك لنرى”، وقالت مصادر عسكرية أمريكية يوم الأحد إن الجيش الأمريكي يعمل مع حلفائه في سوريا لهزيمة تنظيم الدولة، والاتفاق مع موسكو على طريق لتجنب الصراع، و”التأكد من وجود عازل بين قوى النظام والمعارضة”.
وأشار التقرير :” حتى في الوقت الذي تناقش فيه واشنطن مع موسكو الطرق لتجنب الاشتباك في سوريا، فإن القوات الروسية تستمر بدعم زحف النظام السوري على دير الزور، مشيرا إلى أن الجيش الروسي قدم غطاء جويا لقوات الحكومة السورية خلال تقدمها السريع في دير الزور، بالإضافة إلى أن وزارة الدفاع الروسية قامت بحملة علاقات عامة كبيرة للاستفادة من المكاسب التي حققتها الحكومة المركزية”، مذكرة :” طائرات هيلوكبتر عسكرية روسية قامت بنقل الصحافيين الدوليين إلى دير الزور يوم الجمعة؛ ليشاهدوا الحياة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة تعود طبيعية تقريبا، وأحضر الجيش الروسي مراسلين إلى عقيربات، وهي بلدة في وسط سوريا بعد أن تمت استعادتها من تنظيم الدولة في بداية الشهر، ما مكن الحكومة من التقدم، لافتة إلى أن البلدة التي أخليت من أهلها لا تزال تحمل علامات قتال شديد، بما في ذلك غارات جوية اخترقت جدرانا من الإسمنت المسلح للمخازن التي كان تنظيم الدولة يستخدمها لصيانة الدبابات التي غنمها، ولتحويل العربات المدرعة إلى سيارات متفجرة كبيرة، بحسب ما قاله مسؤولون عسكريون روس”.