قامت صحيفة وول وستريت جورنال بنشر تقرير مهم حول رغبة محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية الحالي في إحكام قبضته على البلاد، تماما كما يفعل محمد بن زايد في الجارة الإمارت.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” السلطات السعودية قامت خلال الأسبوع الماضي باعتقال 30 شخصا، نصفهم تقريبا من رجال الدين، بحسب ناشطين وأشخاص مقربين من المعتقلين، لافتا إلى أن هذه الحملة تذهب إلى أبعد من الحملات السابقة، من ناحية نطاق الاستهداف والمراقبة المركزة لما تنشره الشخصيات البارزة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يعرف إن تم توجيه أي تهم أم لا”، ناقلة عن المدون السعودي جمال خاشقجي قوله :” إن هذا لا يشبه شيئا جربه السعوديون من قبل.. لقد أصبح الوضع خانقا في وطني، لدرجة أنني بدأت أخشى على نفسي”.
وواصلت “وول ستريت جورنال” :”المسؤولون السعوديين لم يعلقوا على حملة الاعتقالات، مشيرة إلى أن المراقبين السعوديين والغربيين ينظرون إلى الاعتقالات على أنها جزء من مجهود أوسع من الأمير محمد لإحكام قبضته على المملكة”، لافتة :” الحكومة السعودية قامت في الأشهر الأخيرة بمنع عدد من كبار الأمراء من السفر للخارج، بحسب أشخاص مقربين من العائلة المالكة، حيث أن حظر السفر يشمل شقيق للملك سلمان، مشيرا إلى أنه لم يكن بالإمكان الوصول إلى الأمراء للحصول على تعليق منهم”.
ونوهت الصحيفة :” لأمير محمد قام بتخطي ابن عم أكبر منه فييونيو، ليصبح ولي العهد لأبيه الملك سلمان، حيث أصبح الأمير محمد الحاكم الفعلي الذي يدير شؤون البلاد اليومية، لافتتين إلى أن الملك سلمان يخطط للتنازل عن العرش لابنه، بحسب أشخاص مقربين من الديوان الملكي، لكن التوقيت غير معروف”، ناقلة عن مستشار سعودي هذه المرة تصريحا قال فيه :”يحضر محمد بن سلمان نفسه بالتأكيد ليصبح ملكا.. ويريد أن يتعامل مع الجدل الداخلي حول تسلمه الحكم، ويركز على تعزيز سلطته، بدلا من أن يفعل ذلك في وقت يكون فيه مشتتا بسبب المعارضين”.
وأكدت الجريدة :” الحكومة تنكر أن تكون هناك خطة للملك سلمان التنازل عن العرش، إلا أن عددا من المقربين من العائلة المالكة يقولون إن الترتيبات لذلك قد بدأت بالفعل، حيث من المحتمل أن يتم نقل السلطة، الذي توقع العديد من المقربين من العائلة المالكة أن يتم هذا الشهر، في وقت لاحق من هذا العام، أو أول العام القادم، بحسب ما يقوله هؤلاء الناس”، منوهة :” معظم من تم اعتقالهم هذا الأسبوع يشتركون في أمرين: لديهم متابعون كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يدعموا الحكومة السعودية في خلافها على مدى الأشهر الماضية مع جارتها قطر، وكثير منهم قريب من حركة الإخوان المسلمين في مصر”.
وبين التقرير الأمريكي :” هذه الحملة جاءت قبل مظاهرات دعا لها ناشطون سعوديون يعيشون في الخارج يوم الجمعة 15 سبتمبر، وقال ناشط سعودي: “يريدون تحذير السعوديين كلهم: أنتم إما معنا وإما ضدنا”، مشيرتين إلى أن من بين المعتقلين 15 رجل دين سعوديا بحسب الناشطين، كثير منهم أصوليون سابقون شاركوا في حركة الصحوة الإسلامية المعارضة للحكومة في تسعينيات القرن الماضي، ولهم صلات بالإخوان المسلمين، وهي حركة محظورة في السعودية، مع أن آراء أولئك المعتقلين أصبحت أكثر اعتدالا، وأشهرهم هو سلمان العودة الذي يتابع صفحة تويتر الخاصة به 14 مليون شخص، حيث “لم يكن بالإمكان الاتصال به للتعليق”.
وحول التغييرات التي تعرفها البلاد داخليا، أفادت وول ستريت جورنال :” بالإضافة إلى قيادة إصلاح الاقتصاد، فإن الأمير محمد دعم استعراض العضلات في السياسة الخارجية، مثل شن حرب في الجارة اليمن، وفرض حصار على قطر، مشيرتين إلى أن السعودية ودولا عربية أخرى قامت بقطع العلاقات مع قطر؛ بحجة دعمها للإخوان المسلمين في مصر، واتهامها بدعم منظمات إرهابية، وهو ما تنكره قطر”، معلقة :” الرياض أعلنت منذ ذلك الحين أن أي شخص يبدي تعاطفا مع الدوحة فإنه يعرض نفسه للعقاب، وبدأت الحكومة حملة الشهر الماضي، طالبت فيها السعوديين بإعلام السلطات عن أي شخص يغرد تأييدا لقطر أو ضد مصالح السعودية، وتم استجواب حوالي 400 شخص إلى الآن بشأن الأزمة مع قطر، بحسب منظمة “القسط” لحقوق الإنسان ومقرها لندن”.