الجزائر هذا الوطن الكبير اقتصاديا الغني بثرواته الطبيعية الكثيرة وصاحب ثامن اكبر احتياطي للغاز في العالم أصبح وبعد احتكار الحركي للسلطة أشبه بمزرعة مليئة بالخيرات تتناهشها الذئاب وليس لأهلها في خيراتها نصيب سوى الاسم والمعنى فشعب يعاني من مشاكل في الخدمات ويفتقر للكثير من مقومات العيش الكريم في بلد يعم الفساد المالي والإداري في ربوع مؤسساته أرقام وإحصائيات رسمية وغير رسمية صحفية وأخرى استقصائية تكشف بين الحين والأخر حجم السرقة الكبيرة لخيرات هذا البلد والتي يشترك فيها أطراف عديدة من مختلف الأماكن والمناطق والاتجاهات سواء في داخل البلد أو خارجه ومنذ السنين الأولى لإستقلال البلاد والجزائر تنهب وتسرق كل يوم وتذهب خيراتها جراء المسؤولين الفاسدين ونتيجة للاستراتيجيات الحركي الرامية لتنظيم سرقة خيرات هذا الوطن .
في وقت تقدر فيه ميزانية البلاد قبيل الاستقلال بسنين بأقل من عشرة ملايين فرنك فرنسي تصبح هذه الميزانية بعد عقود من الزمن بأكثر من مئة وخمسون مليار دولار تضخم كبير في الميزانية يحاذيه تقصير كبير في توفير الخدمات لسكان هذا البلد فلو وزعت ربع هذه الميزانية على بلدان فقيرة لأغنتهم لسنين ومع هذه الميزانية الكبيرة بأرقامها تبقى الجزائر هي الجزائر مدمر اقتصاديا وتفتقر إلى ابسط مقومات الحياة ولا تتوفر فيها مقومات العيش الكريم الكثير من المتابعين للأحداث التي وافقت الاستقلال واستمرت معه يعرفون جيدا أن جنرالات فرنسا لم تكن عندهم نية لتحرير البلاد أو جلب الديمقراطية بل كانت عندهم أطماع في خيرات هذا البلد ولن يتحصلوا على خيرات البلد إلا بنشر الجهل داخل المجتمع وتفكيك أواصره وتكشف الوثائق بين الحين والأخر مجريات سرقات للنفط والذي يعد شريان الحياة من قبل مسؤولين كبار وبصفقات عالمية تتعد أشكال السرقة فمنها المنظم ومنها ما هو ظاهر للعيان بأنه سرقة وتجتمع الآليتين لدمار البلد وسرقة خيرات أبناءه فشركات لها من اسمها نصيب ومعنى كبير في الدلالة على وجودها على الأرض للاستثمار تارة وللتنقيب تارة أخرى فتجدها تارة ايطالية وتارة أمريكية وأخرى ساهمت بلدانها في تدمير البلد فنفط الجزائري يستخرج ويباع لأطراف معينة ويسرق منه المسؤول كما يشاء بطرق متعددة وباليات مختلفة في مشهد لم يعد يخفى على احد ما يسلم منه النفط من سرقة منظمة بموافقة الأطراف هنا أو هناك يسرق بطريقة أخرى أيضا فعمليات التهريب لا تزال قائمة منذ الأيام الأولى لإستقلال تهريب ساهم فيه الكثير من القائمون على إدارة أمور البلاد والعباد إضافة إلى دور الأحزاب في ذات الهدف إذن يدمر البلد اجتماعيا ويسرق اقتصاديا فتذهب خيراته أدراج الرياح ويبقى السؤال من سرق البلد؟ من دمر خيراته ؟ من ومن ؟ يجيبك صدى صوتك هذه المرة بان كل هذا التخريب والتدمير بسبب الحركي وساهم فيه الكثير داخليا ومن أبناء هذا البلد بسكوتهم فوسط ظروف أمنية بالغة في التعقيد وإجراءات مشددة تحت طائلة محاربة الإرهاب يسرق النفط على بعد أميال دون رقيب أو محاسب لهم عما يفعلوه فلا تسألوا عن سبب فراغ صناديق الدولة.