“رجل أوروبا المريض”، هكذا وصفت صحيفة التايمز بريطانيا وموقعها وسط أوروبا ومشكلة الشيخوخة التي أصبحت تأكل من الهرم السكاني الانجليزي.
وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية :” متوسط العمر المتوقع لم يتحسن في بريطانيا على مدى 4 سنوات، في الوقت الذي تحسن في بلدان أوروبية أخرى، لافتا إلى أن أحد أكبر الخبراء على مستوى العالم طالب الحكومة بالتحرك إزاء “المشكلات العاجلة المتعلقة بصحة الأمة”، في الوقت الذي كشف فيه عن أن متوسط العمر المتوقع تحسن في أوروبا بينما توقف عن التحسن في بريطانيا”، مفيدة :” السير مايكل مارموت دعا إلى تحقيق مباشر عن سبب التوقف في تحسن متوسط العمر المتوقع بعد قرن من التحسن، وقال إن ذلك مبدئيا أهم من الخوف على نقص أسرة المستشفيات”.
وواصلت الصحيفة :” مرموت دق ناقوس الخطر في يوليو فيما يتعلق بهذا التوقف، لافتة إلى أن الإحصائيات حتى عام 2010 كانت تشير إلى أن هناك سنة زيادة في متوسط العمر المتوقع كل أربعة أعوام، إلا أن هذا التقدم توقف منذ 2010 تماما”، لافتة :” البعض احتج بأن ذلك هو أن العمر المتوقع وصل تقريبا إلى حدوده الطبيعية، ولذلك قام السير مايكل، الذي أصدر التقرير الذي طلبته الحكومة حول “عدم المساواة الصحية”، بمقارنة التقدم في بريطانيا مع التقدم في بلدان أوروبية أخرى، حيث متوسط العمر المتوقع أعلى منه في بريطانيا”.
وأورد تقرير “التايمز” :”مارموت اكتشف أن الهوة تتوسع، حيث كان النمو في معدل العمر المتوقع للإناث الأسوأ في أوروبا، أما للذكور فكان ثاني أسوأ نمو على مستوى أوروبا، بحسب إحصائيات مكتب إحصائيات الاتحاد الأوروبي “يوروستات”.
وأكد التقرير :” التقدم في معدل العمر المتوقع تباطأ في البلدان كلها منذ وقوع الأزمة المالية العالمية، إلا أن السير مايكل وجد أن ذلك كان “أوضح تحديدا في المملكة المتحدة”، التي انزلقت من وسط جدول التقدم في معدل العمر المحتمل للدول الأوروبية إلى أسفل الجدول”، مبينا :” معدل العمر المتوقع للإناث في بريطانيا هو 83 عاما، وهو أقل من المعدل الأوروبي بقليل، وهو أدنى من دول غرب أوروبا كلها، وأقل بكثير من إسبانيا وفرنسا، حيث وصل فيهما المعدل إلى 86، مشيرا إلى أن معدل العمر المتوقع للذكور هو 79 عاما، وهو أكبر بقليل من المعدل، لكنه بعد سبع دول أخرى، حيث يصل فيها معدل العمر المتوقع إلى أكثر من 80 عاما”.
وتابعت الصحيفة :” السير مايكل، الذي قدم استشارات للحكومات المختلفة في أوروبا وأمريكا اللاتينة ومنظمة الصحة العالمية، أرسل رسالة لوزير الصحة جيرمي هانت، يحثه فيها على فتح تحقيق في التباطؤ الذي حصل، ويقول إن حالة التقشف سبب متوقع، حيث كان هناك ضغط كبير على ميزانية الصحة والرعاية الاجتماعية، وكانت الزيادة في الأجور الحقيقية في بريطانيا أبطأ من الدول الأخرى كلها ما عدا اليونان”، منوهة :” السير مايكل يعترف بأن هناك حججا تعارض ذلك، فكثير من الدول التي قلصت من ميزانية الصحة أكثر من المملكة المتحدة، من بينها إسبانيا والبرتغال واليونان، كان تقدم معدل العمر المحتمل فيها أفضل من بريطانيا، بالإضافة إلى أن ألمانيا، التي لم تتأثر تقريبا بالأزمة الاقتصادية، هي الدولة الوحيدة التي توقف فيها التقدم أيضا في معدل العمر المتوقع”، ناقلة عن السير مايكل قوله :” لن يكون الأمر ببساطة بأن التقشف يوصل إلى صحة أسوأ.. فلطالما برزت اليونان بصفتها بلدا يتمتع بمعدل عال للعمر المتوقع، بالرغم من أنها فقيرة نسبيا، وقد تكون الحمية هناك هي السبب”، أما بالنسبة لألمانيا فقال إنه “كانت لديها مشكلة في استيعاب ألمانيا الشرقية، التي كانت تعاني من وضع صحي أكثر سوأ”.